للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاذ، ولم يرجح بالإظهار الشاذ؛ لأنه لو رُجِّح به لقيل: وزنه فَعْلَل، بل رجح بشبهة الاشتقاق حتى جعل وزنه مَفْعَلًا.

وأجيب١ عنه بأنه إنما لم يرجح بالإظهار الشاذ لوضوح اشتقاقه من المحبة، ولأنه علم فرُخِّص فيه الإظهار الشاذ؛ "لأنه٢" يغتفر في الأعلام ما لا يغتفر في غيرها.

قيل: فيه نظر؛ لأن ظهور اشتقاق محبب من المحبة، ليس لأنها لازمة لمسماه, بل لأن "محب"٣ مهمل في كلامهم، فالظاهر أن الرجل سمي بمَحْبَب، من حب بمعنى أنه يُحِب أو٤ يُحَب. ويأجج مثل محبب "وذلك"٥؛ لأن يأجج مهمل في الكلام، فالظاهر أنه سمي المكان بيأجج، من أج؛ لأنه تؤجج فيه النيران، "أو لأنه"٦ يئج حرا؛ فلو كان ظهور الاشتقاق كافيا في الجزم بتعيين الزيادة، لكان "يأجج" مثل محبب عند جميع النحاة.

لا يقال: إذا كان يأجج واضح الاشتقاق من أج، كما أن محببا واضح الاشتقاق من حب، فلِمَ أُجْمِع على أن محببا مفعل واختلف في يأجج "١٠٩"؛ لأنا نقول: لأنهم أهملوا جميع تراكيب محب ولم


١ وهي إجابة المصنف في الشافية.
٢ في الأصل, "ق": ولأنه, وما أثبتناه من "هـ".
٣ في الأصل: محبب, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٤ في "هـ": أن بدل: أو.
٥ في الأصل, "ق": في ذلك, وما أثبتناه من "ق".
٦ في الأصل: أو أنه, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>