للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيهات: الأول: ظاهر كلامه أنها تأتي للمعاني السبعة المذكورة في "أو"، وليس كذلك؛ فإنها لا تأتي بمعنى الواو، ولا بمعنى "بل"، والعذر له أن ورود "أو" لهذين المعنيين قليل ومختلف فيه، فالإحالة إنما هي على المعاني المتفق عليها، ولم يذكر الإباحة في التسهيل، لكنها بمقتضى القياس جائزة.

الثاني: ظاهره أيضًا أنها مثل "أو" في العطف والمعنى، وهو ما ذهب إليه أكثر النحويين، وقال أبو علي وابنا كيسان وبرهان: هي مثلها في المعنى فقط، ووافقهم الناظم، وهو الصحيح، ويؤيده قولهم: إنها مجامعة للواو لزومًا، والعاطف لا يدخل على العاطف، وأما قوله "من البسيط":

٨٤٠-

يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار

فشاذ. وكذلك فتح همزتها وإبدال ميمها الأولى ياء، وفتح همزتها لغة تميم، وبها روي البيت المذكور.


٨٤٠- التخريج: البيت للأحوص في ملحق ديوانه ص٢٢١؛ ولسان العرب ١٤/ ٤٦ "أما"، ولسعد بن قرط في خزانة الأدب ١١/ ٨٦؛ ٨٧، ٨٨، ٩٠، ٩٢؛ والدرر ٦/ ١٢٢؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٨٦؛ وشرح عمدة الحافظ ص٦٤٣؛ والمحتسب ١/ ٢٨٤، ٢/ ٣١٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٣؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص١٢٠؛ والجني الداني ص٥٣٣؛ وجواهر الأدب ص٤١٤؛ ورصف المباني ص١٠٢؛ وشرح المفصل ٦/ ٧٥؛ ومغني اللبيب ١/ ٥٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٥.
شرح المفردات: شالت نعامتها: أي هلكت. وأصل "شالت" بمعنى: رفعت.
المعنى: يتمنى الشاعر الموت لأمه غير مهتم بمصيرها، وسواء عنده أذهبت إلى الجنة أو إلى النار.
الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "ليتما": حرف مشبه بالفعل بطل عملها، "ما": الكافة. "أمنا": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا" في محل جر بالإضافة. "شالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "نعامتها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. ورويت "أمنا" بالنصب، فعليه تكون "ليت" عاملة، و"أمنا" اسمها، وجملة "شالت" في محل رفع خبر "ليت". "أيما": هي "إما" على لغة تميم، وهي حرف تقسيم "إلى جنة": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت". "أيما": حرف عطف "إلى نار": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت".
وجملة: "ليتما أمنا شالت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شالت نعامتها" في محل رفع خبر المبتدأ "أمنا"، أو خبر "ليت".
الشاهد: قوله: "أيما إلى نار" حيث تجرد "أيما" الثانية من الواو، وهذا شاذ، وكذلك فتح همزتها مع قلب ميمها "ياء" كما قاله المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>