للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل منه {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} ١ أي: ويزيدون، هذا مذهب الأخفش والجرمي وجماعة من الكوفيين.

تنبيهات: الأول: أفهم قوله: "وربما" أن ذلك قليل مطلقًا، وذكر في التسهيل أن "أو" تعاقب الواو في الإباحة كثيرًا، وفي عطف المصاحب والمؤكد قليلًا، فالإباحة كما تقدم، والمصاحب نحو قوله عليه الصلاة والسلام: "فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد"، والمؤكد نحو: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا} ٢.

الثاني: التحقيق أن "أو" موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله المتقدمون، وقد تخرج إلى معنى "بل" و"الواو"، وأما بقية المعاني فمستفادة من غيرها.

الثالث: زعم قوم أن الواو تستعمل بمعنى "أو" في ثلاثة مواضع:

أحدها: في التقسيم، كقولك: الكلمة اسم، وفعل، وحرف. وقوله:

"وننصر مولانا ونعلم أنه" ... كما الناس مجروم عليه وجارم٣

وممن ذكر ذلك الناظم في التحفة وشرح الكافية. قال في المغني: والصواب أنها في ذلك على معناها الأصلي؛ إذ الأنواع مجتمعة في الدخول تحت الجنس.

ثانيها: الإباحة؛ قاله الزمخشري، وزعم أنه يقال: "جالس الحسن وابن سيرين" أي أحدهما، وأنه لهذا قيل: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة} ٤ بعد ذكر "ثلاثة" و"سبعة"؛ لئلًا يتوهم إرادة الإباحة، قال في المغني أيضًا: والمعروف من كلام النحويين أن هذا أمر بمجالسة كل منهما، وجعلوا ذلك فرقًا بين العطف بالواو والعطف بـ"أو".


= أشرعت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". أو سلاسل: "أو": للعطف، "سلاسل": معطوف على "صدور": مرفوع مثلها بالضمة.
وجملة "فقالوا": استئنافية لا محل لها. وجملة "ثنتان موجودتان لنا": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "لا بد منهما": في محل رفع صفة لـ"ثنتان". وجملة "أشرعت": في محل رفع صفة لـ"صدور".
والشاهد فيه قوله: "صدور ... أو سلاسل" حيث جاءت "أو" للتقسيم، وهذا قليل. أو كما أوردها المصنف أي بمعنى الواو.
١ الصافات: ١٤٧.
٢ النساء: ١١٢.
٣ تقدم بالرقم ٥٧٣.
٤ البقرة: ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>