للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"فَهُمَ زيدٌ" و"الزيدون كرموا رجالًا"، نظرًا لما فيه من معنى التعجب.

الرابع: مثل في شرح الكافية. وشرح التسهيل. وتبعه ولده في شرحه بـ"علم الرجل"، وذكر ابن عصفور أن العرب شذت في ثلاثة ألفاظ فلم تحولها إلى "فَعُلَ"، بل استعملتها استعمال "نعم" و"بئس" من غير تحويل، وهي: عَلِم، وجَهِل، وسَمِع. ا. هـ.

٤٩٣-

ومثل نعم "حبذا"، الفاعل "ذا"، ... وإن ترد ذمًّا فقل: "لا حبذا"

"ومثل نعم" في المعنى حب من "حبذا" وتزيد عليها بأنها تشعر بأن الممدوح محبوب وقريب من النفس. قال في شرح التسهيل: والصحيح أن "حب" فعل يقصد به المحبة والمدح، وجعل فاعله "ذا" ليدل على الحضور في القلب، وقد أشار إلى ذلك بقوله "الفاعل ذا" أي: فاعل "حب" هو لفظ "ذا" على المختار وظاهر مذهب سيبويه. قال ابن خروف -بعد أن مثل بـ"حبذا زيد"- "حب" فعل و"ذا" فاعلها، و"زيد" مبتدأ وخبره حبذا، هذا قول سيبويه، وأخطأ عليه من زعم غير ذلك.

تنبيه: في قوله: "الفاعل ذا" تعريض بالرد على القائلين بتركيب "حب" مع "ذا"، ولهم فيه مذهبان: قيل: غُلِّبت الفعلية لتقدم الفعل فصار الجمع فعلًا، وما بعده فاعل، وقيل: غُلِّبت الاسمية لشرف الاسم فصار الجميع اسمًا مبتدأ وما بعده خبر، وهو مذهب المبرد وابن السراج، ووافقهما ابن عصفور ونسبه إلى سيبويه، وأجاز بعضهم كون "حبذا" خبرًا مقدمًا.

"وإن ترد ذمًّا فقل لا حبذا" زيد، فهي بمعنى "بئس"، ومنه قوله "من الطويل":

٧٦٣-

ألا حبذا أهلُ الملا غير أنه ... إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا


٧٦٣- التخريج: البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ص١٩٢؛ والدرر ٥/ ٢٢٨؛ ولكنزة أم شملة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص١٥٤٢؛ ولذي الرمة أو لكنزة أم شملة في المقاصد النحوية ٤/ ١٢؛ وبلا نسبة في شرح التصريح ٢/ ٩٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٩.
اللغة: الملا: الأرض. مي: حبيبة الشاعر، وهي مية.
المعنى: يقول: أحبب بأهل الأرض غير أن مية إذا ذكرت فإنها لا تستحق المدح والثناء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>