للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضميرًا مفسرًا بتمييز، وسواء في ذلك ما هو على "فعل" أصالة، نحو: "ظَرُفَ الرجلُ زيدٌ"، و"خَبُثَ غلامُ القومِ عمرٌو"، وما حول إليه، نحو: "ضَرُبَ رجلًا زيدٌ"، و"فَهُمَ رجلًا خالدٌ".

تنبيهات: الأول: من هذا النوع "ساء" فإن أصله "سوأ" بالفتح فحول إلى "فَعُلَ" بالضم فصار قاصرًا، ثم ضمن معنى "بئس"؛ فصار جامدًا قاصرًا محكومًا له بما ذكرناه، وإنما أفرده بالذكر لخفاء التحويل فيه.

الثاني: إنما يُصاغ "فَعُلَ" من الثلاثي لقصد المدح أو الذم بشرط أن يكون صالحًا للتعجب منه مضمنًا معناه، نص على ذلك ابن عصفور، وحكاه عن الأخفش.

الثالث: يجوز في فاعل "فَعُلَ" المذكور الجر بالباء، والاستغناء عن "أل"، وإضماره على وفق ما قبله، نحو "من المديد":

٧٦٢-

حب بالزور الذي لا يرى ... منه إلا صفحة أو لمام


٧٦٢- التخريج: البيت للطرماح بن حكيم في ديوانه ص٣٩٣؛ والدرر ٥/ ٢٣٢؛ وشرح التصريح ٢/ ٩٩؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص٥٤؛ ولسان العرب ٤/ ٣٣٥ "زور"؛ والمقرب ١/ ٧٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ٨٩.
شرح المفردات: الزور: الزائر. الصفحة: هنا جانب الوجه. اللمام: ج اللمة، وهي الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن.
المعنى: يقول: أحبب بالزائر الذي لا يرى منه إلا جانب وجهه أو بعض شعر وجهه، أي بالزائر الخفيف الظل.
الإعراب: "حب": فعل ماض لإنشاء المدح. "بالزور": الباء حرف جر زائد، "الزور": اسم مجرور لفظ مرفوع محلًّا على أنه فاعل "حب". "الذي": اسم موصول مبني في محل رفع نعت "الزور". "لا": حرف نفي. "يرى": فعل مضارع للمجهول. "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"يرى". "إلا": حرف حصر. "صفحة": نائب فاعل مرفوع. "أو": حرف عطف. "لمام": معطوف على "صفحة" مرفوع، وسكن للضرورة الشعرية.
وجملة: "حب بالزور" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا يرى ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "حب بالزور" حيث جاء بفاعل "حب" التي تفيد معنى "نعم" مقترنًا بالباء الزائدة وذلك من قبل أن المعنى قريب من معنى صيغة التعجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>