للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مضارعها لغتان: فتح السين، وهو القياس، وكسرها، وهو الأكثر في الاستعمال، ومصدرها الحسبان –بكسر الحاء- والمحسَبَة والمحسِبَة، فإن كانت بمعنى صار أحسب -أي: ذا شفرة أو حمرة وبياض كالبرص- فهي لازمة "وزعمت مع عد" بمعنى الرجحان؛ فالأول كقوله "من الخفيف":

٣١٩-

زعمتني شيخا ولست بشيخ ... إنما الشيخ من يدب دبيبا

ومصدرها الزعم. قال السيرافي: هو قول مقرون باعتقاد صح أم لا، وقال الجرجاني: هو قول مع علم، وقال ابن الأنباري: إنه يستعمل في القول من غير صحة.


= "تجارة": مضاف إليه مجرور. "رباحا" تمييز منصوب. "إذا": ظرف متعلق بالفعل "حسبت". "ما": زائدة. "المرء": اسم لفعل ناقص محذوف يفسره ما بعده. "أصبح": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "ثاقلا": خبر "أصبح" منصوب.
وجملة: "حسبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والجملة من الفعل الناقص المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة: "أصبح ثاقلا" تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "حسبت التقى والجود خير تجارة" حيث ورد الفعل "حسب" مفيدا اليقين، فنصب مفعولين، أولهما: "التقى"، وثانيهما "خير".
٣١٩- التخريج: البيت لأبي أمية أوس الحنفي في الدرر ١/ ٢١٤ "سقط من الطبعة، وهو في الفهرس برقم ٥٧٥" وشرح التصريح ١/ ٢٤٨؛ وشرح شواهد المغني ص٩٢٢؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٩٧؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣٨؛ وتخليص الشواهد ص٤٢٨؛ وشرح قطر الندى ص١٧٢؛ ومغني اللبيب ص٥٩٤.
اللغة والمعنى: زعمتني: ظنتني. دب دبيبا: مشى بتثاقل وبطء.
يقول: إنها ظنتني شيخا عاجزا ولست بذلك لأن الشيخ هو ذلك الضعيف الذي يتثاقل في مشيته.
الإعراب: زعمتني: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به أول، والفاعل: هي. شيخا: مفعول به ثان. ولست: الواو: حالية، لست: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "ليس". بشيخ: الباء: حرف جر زائد، شيخ: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". إنما: كافة ومكفوفة. الشيخ: مبتدأ مرفوع. من: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. يدب: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. دبيبا: مفعول مطلق.
وجملة "زعمتني شيخا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لست بشيخ" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "إنما الشيخ ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. وجملة "يدب دبيبا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
والشاهد فيه قوله: "زعمتني شيخا" حيث استعمل الفعل "زعم" بمعنى "ظن" ونصب مفعولين: أحدهما ياء المتكلم في "زعمتني"، وثانيهما قوله "شيخا"، وهذا مستعمل في كلام العرب من غير شذوذ ولا قياس.

<<  <  ج: ص:  >  >>