وإنما الواجب أن يستقر المعنى ثم يعبر عنه باللفظ؛ ذلك أن مراتب الوجود أربع:
١- وجود الشيء في نفسه؛ وهو الحقيقة.
٢- مثله في الذهن؛ وهو العلم والمعنى.
٣- الوجود اللفظي المعبَّر به عما يستعر في النفس.
٤- الوجود الكتابي لمن لم تمكن مشافهته.
طبقات المفسرين ومدارسهم:
والمفسرون طبقات:
أعلاها: طبقة الصحابة، وأشهرهم في التفسير: ابن عباس؛ لكن الطرق إليه مشتبهة، وقلما تصح النسبة إليه. ويليه علي بن أبي طالب، وهو مثله في كثرة الافتراء عليه من الجهلة والمتخرصين. ويليهما عبد الله بن مسعود.
ثم طبقة التابعين الذين أقاموا ثلاث مدارس في مكة، وعلى رأس مدرستها مجاهد.. وفي المدينة وعلى رأس مدرستها زيد بن أسلم.. وبالكوفة تلاميذ ابن مسعود.
ويلي ذلك طبقة أتباع التابعين ومَن بعدهم. وكانت كل هذه التفاسير تذكر بأسانيدها، ثم ظهر مفسرون حذفوا الأسانيد وقالوا: ما الخطأ فيه أكثر من الصواب؛ كتفاسير أصحاب الفِرَق والمذاهب للسلف الصالح.
وقد ورد تفسير مأثور لبعض الآيات، الصحيح منه قليل، والباقي يجب التحري لمعرفة مدى صحته. ومن أوثق الكتب لذلك تفسير العلامة ابن كثير.