للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحد أن الواحد يفيد وحدة الذات فقط، والأحد: يفيده بالذات والمعاني على هذا جاء في التنزيل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} (١).

أراد: المنفرد بوحدانيته في ذاته وصفاته تعالى الله علوًا كبيرًا (٢).

فالله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد الذي انفرد بذاته وصفاته مع عدم المثيل والنظير.

وقد أشار الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى إلى هذا في تفسيره لسورة الإخلاص حيث قال: وأحد اسم من أسماء الله يسمى الله به، ولا يسمى به غيره من الأعيان به، فلا يسمى شيء من الأشياء أحدًا في الإثبات إلا في الأعداد المطلقة، وإنما يسمى به في النفي، وما أشبهه من الاستفهام، والنهي، والشرط، كقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} (٣) وقوله: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} (٤) وقوله: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (٥) وقوله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} (٦) ونحوه.

والأحد: هو الواحد في إلهيته وربوبيته (٧).

ثم طرح ابن رجب رحمه الله تعالى استفسارًا، وأجاب عليه حيث قال سؤال: قوله: "الله أحد" ولم يقل: الأحد كما قال الصمد؟


(١) سورة الإخلاص آية (١).
(٢) تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص ٥٧).
(٣) سورة الإخلاص من آية (٤).
(٤) سورة مريم آية (٩٨).
(٥) سورة الجن آية (١٨).
(٦) سورة التوبة آية (٦).
(٧) تفسير سورة الإخلاص (٨٧ - ٨٩) وما بعدها.

<<  <   >  >>