كبار النصرانية الصّغار، واستولت الأيدي على ما لا يسعه الوصف ولا تقلّه الأوقار.
وعدنا والأرض تموج سبيا، لم تترك «١» بعفرّين «٢» شبلا ولا بوجرة «٣» ظبيا، والعقائل حسرى، والعيون يبهرها «٤» الصّنع الأسرى، وصبح السّرى قد حمد من «٥» بعد بعد المسرى، فسبحان الذي أسرى، ولسان الحميّة ينادي في تلك الكنائس المخزية «٦» والنّوادي: يا لثارات الأسرى.
ولم يكن إلّا أن نفّلت «٧» الأنفال، ووسمت بالإيضاح «٨» الأغفال، وتميّزت الهوادي والأكفال، وكان إلى غزو مدينة جيّان الاحتفال، قدنا إليها الجرد تلاعب الظّلال نشاطا، والأبطال تقتحم الأخطار رضى بما عند الله واغتباطا، والمهنّدة الدّلق «٩» تسبق إلى الرّقاب استلالا واختراطا، والرّدينيّة السّمر تسترط حيّاتها «١٠» النفوس استراطا، [واستكثرنا من عدد القتال احتياطا،]«١١» وأزحنا «١٢» العلل عمّن أراد جهادا منجيا غباره من دخان «١٣» جهنّم ورباطا، ونادينا الجهاد الجهاد، يا أمة [الجهاد راية]«١٤» النبيّ الهاد، الجنّة الجنّة تحت ظلال السيوف الحداد، فهزّ النداء إلى الله تعالى كلّ عامر وغامر، وائتمر الجمّ من دعوة الحقّ إلى أمر آمر، وأتى الناس من الفجوج العميقة رجالا وعلى كلّ ضامر، وكاثرت الرايات «١٥» أزهار البطاح لونا وعدّا، وسدّت الحشود مسالك الطرق «١٦» العريضة سدّا، ومدّ بحرها الزاخر مدّا، فلا يجد لها الناظر ولا المناظر حدّا. وهذه المدينة هي الأمّ الولود، والجنّة التي في النار لسكّانها من الكفّار «١٧» الخلود، وكرسيّ الملك، ومجنّبته الوسطى من ذلك السّلك «١٨» ، باءت بالمزايا العديدة ونجحت، وعند الوزان بغيرها من أمّات البلاد «١٩» رجحت، غاب الأسود، وجحر الحيّات السّود، ومنصب التماثيل الهائلة، ومعلق النواقيس الصّائلة.