للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدي ولي الدين يكن إعجابه بالحضارة والعصر الجديد حين يركب الطيارة فيقول:

الناس ملوا من المطايا ... فجاء من بعدها البخار

وملة أكثر البرايا ... ثم اعتلوا في السما فطاروا

يا حبذا عصرنا الجديد

السحب نابت عن الأرائك ... لمعشر قدرقوا إليها

وضجت الطير والملائك ... في إثرهم حسرة عليها

وهذه حسرة تزيد١

ويشير حافظ إبراهيم كذلك إلى علم الغرب ومدنيته؛ وتذليله لقوى الطبيعة، وتسخيرها لخدمة الإنسان:

وطويتم فراسخ الأرض طيًّا ... ومشيتم على الهواء اختيالًا

ثم سخرتم الرباح فسستم ... حيث شئتم جنوبها والشمالا

تسرجون الهواء إن رمتم السيـ ... ـر وفي الأرض من يشد الرحالا

واتخذتم موج الأثير بريدًا ... حين خلتم البروق كسالى

ثم حاولتم الكلام مع النجـ ... ـم فحملتم الشعاع مقالا

إلى أن يقول حاثًّا بني وطنه على مباراة هؤلاء الغربيين في حضارتهم، وأخذهم بأسباب الوصول إلى هذه الغاية.

ليت شعري متى أرى أرض مصر ... في حمى الله تنبت الأبطالا

وأرى أهلها يبارونكم علمًا ... ووثبًا إلى العلا ونضالًا

قد نفضنا عنّا الكرى وابتدرنا ... فرص العيش وانتقلنا انتقالا

وعلمنا بأن غفلة يوم ... تحرم المرء سعيه أحوالًا٢


١ ديوان ولي الدين يكن ص ١١٩.
٢ ديوا حافظ إبراهيم جـ ١ ص ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>