للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشترطت الجامعة على الطلاب أن يحصلوا على أرقى الدرجات الجامعية؛ ولم تقصر بعثاتها، على إنجلترا؛ بل تعددت جهات الدراسة. قد كان عدد أعضاء البعثات الجامعية في سنة ١٩٢٥ لا يزيد عن عشرين طالبًا من جميع كليات الجامعة، ثم بلغ الخمسين في سنة ١٩٣٨ ولما نشبت الحرب العالمية الأخيرة في سنة ١٩٣٩ توقفت بعثات الجامعة، ثم استأنفت سيرها بعد أن وضعت الحرب أوزارها في سنة ١٩٤٥ وصار لجامعة "فؤاد الأول" في سنة ١٩٥٠ مائة واثنان وتسعون عضوًا في بعثات علمية للخارج جلهم في أوربا. وبعضهم في أمريكا١. هذا عدا بعثات جامعة الإسكندرية؛ وما أرسلته جامعة أسيوط "محمد علي سابقًا" من بعثات استعدادًا لتكوين هيئة تدريس قوية بها.

هذا وقد نص في قانون جامعة "القاهرة" على أن اللغة العربية هي لغة التدريس بالجامعات، وإن ظلت بعض الكليات حتى اليوم تتخذ الإنجليزية لغة التدريس في جميع المواد مثل الطب البشري، والطب البيطري، وبعضها يستخدمها في أكثر المواد مثل كلية العلوم والهندسة، بعضها يستخدم اللغتين الفرنسية والإنجليزية بجانب اللغة العربية مثل كلية التجارة، والحقوق٢.

ومهما يكن من أمر فقد ازددنا صلة باللغة الإنجليزية على مر الأيام، واستطاع بعض أدبائنا الذين درسوا على النظام الإنجليزي بالرغم من عقمه وفساده أن يجيدوا اللغة الإنجليزية فهمًا وقراءة وهم الذين أسسوا المدرسة المصرية الحديثة في الشعر من أمثال عبد الرحمن شكري، والمازني، والعقاد.

ويقول الدكتور طه حسين: "وآية ذلك أننا حتى في أشد أوقات السيطرة الإنجليزية وضغطها على التعليم وتضييقها لحدوده، قد انتفعنا من هذا التعليم الضيق المحدود أكثر مما أراد الإنجليز، وأي دليل على ذلك أقوى من الذين أخرجتهم مدارس الاحتلال هم الذين اتسعت عقولهم لفهم الحرية والوطنية،


١ تقويم جامعة "فؤاد الأول" سنة ١٩٥٠ ص ٩٢- ٩٦.
٢ المرجع السابق ص ٧٥. وقد تقرر ابتداء من العام الجامعي ١٩٥٩ العمل على التدريس باللغة العربية في الكليات التي ذكرناها آنفًا، وأن يؤلف في الطب والهندسة والعلوم بالعربية لطلاب الجامعات وهنا عمل حميد يعيد لنهضة اللغة سيرتها الأولى التي ابتدأتها منذ أكثر من قرن ونصف أيام محمد علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>