للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على فسبسيان vespasien أنه يقول Plaustrum فأجاب الأخير السناتور مازحا وهو يستجوبه: "تحية يا فلوْري" "salue, flaure". والحق في جانب فسبسيان لأن plostrum هي الصيغة الصحيحة، أما بلَوْسترم plustrum فهي من إسراف في المدنية كما يمكن أن تكون فلورس Flaurus كذلك.

وإذا تكلم الإنسان لهجة أجنبية تعرض للأخطاء بسبب التردد في صيغة الكلمات، فمن الأخطاء الشائعة الغلو في في مراعاة الصحة، أو خطأ التطرف في الخنبلية. هذا الخطأ كان كثيرا ما يقع من الإغريق عندما يحاولون الكتابة بلغة غير لغتهم. ففي دورية المؤلفين الفيثاغورثيين يوجد الكثير من الإسراف في اللهجية: إذا لما كان هؤلاء المؤلفون "أو ناسخوهم"؟ يعرفون أن "في الأتيكية يقابل غالب الأحيان a في الدورية، فقد غيروا الـn إلى a في أحوال كثيرة يبقى فيها الحرف n في الدورية على ما هو عليه. ويمكننا من ذلك أن نتصور وقوع أخطاء كثيرة من هذا القبيل في الفترة التي فيها أخذت اللهجات اليونانية تندمج بعضها في بعض لتكون اللغة المشتركة كلما أريد الكتابة بإحدى اللهجات الخالصة. ومن الأسباب التي كانت توقع في الخطأ اختلاف الألوان في داخل اللهجة وامتلاؤها بصيغ مشتركة، فيصعب عند الكتابة التمييز بين ما هو من صميم اللهجة مما ليس منها. بل حتى الأشخاص الذي يتكلمون اللهجة منذ ميلادهم يتعرضون لأخطاء الإسراف في اللهجة.

رأينا في العرض المتقدم حالات كثيرة تصطدم فيها النزعات الصوتية المطردة مع نزعات من طبيعة مختلفة مختلفة. ولا بد أن مثل هذه الحالات قد مرت كثيرا في تاريخ اللغات، وإليها يجب أن تعزى الشواذ التي تقابلها في التاريخ الصوتي قاطبة وقد كان يحدث، على وجه الخصوص، أن يغير شعب لغته وبالتالي كانت اللغة الواحدة تتكلمها شعوب مختلفة. فتارة يفرض فاتح لغته على مهزوم. وتارة تحمل الظروف السياسية والاجتماعية شعبا من الشعوب على اتخاذ لغة جارة. ومن هنا

<<  <   >  >>