للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العائلية، ألا وهي الزدروجا la zadruga١. إذ يجب ألا يكون في داخل الزدروجا إلا لغة واحدة، ولكن التزاوج يدخل في الزدروجا باستمرار نساء أجنبيات عن الإقليم، يتكلمن لغات مختلفة، وبهذا تضعف مقاومة اللغة المحلية، وبمقدار ضعفها يزداد أثر اللغة المشتركة. وعلى هذا، تصير اللغة الأدبية لغة الكلام بين جميع الصربيين المقيمين بالمملكة.

وفي ألمانيا -حيث العاصمة حديثة العهد وليس لها أثر غير منازع على مجموع الأقاليم الألمانية- قام انتشار اللغة المشتركة على أسباب مستقلة عن كل وحدة سياسية. فالألمانية المشتركة أولا وقبل كل شيء لغة كتابة، تدين بنجاحها إلى أسباب دينية، كما تدين بأصلها إلى الرغبة في الاستعمار٢. فبحركة الإصلاح انتشرت ألمانية لوثر في المنطقة الألمانية السفلى بأسرها؛ وفي نهاية القرن السادس عشر كان لا يستعمل في هذا المجال لغة مكتوبة أخرى غير اللغة الأدبية المشتركة. وكان الانتشار بطيئا في أقاليم جنوب ألمانية الكاثوليكية وفي سويسرة البروتستنتية. غير أن لوثر نفسه إنما استخدم آلة قد مهدت منذ زمن طويل. إذ كان يوجد منذ القرن الرابع عشر في مستشاريات المدن أو مستشاريات الإمارات الألمانية، ميل لاتخاذ لغة مشتركة تختلف عن اللهجات الإقليمية. والمستشارية الإمبراطورية هي الأولى التي سنت هذه السنة٣. إذ أخذت على عاتقها أن تتجنب الخصائص اللهجية وأن تستعمل لغة واحدة في جميع الأقاليم التي تحت سلطانها. وهذا واضح في عهد الإمبراطور شارل الرابع في صميم القرن الرابع عشر. وقد استمدت لغة المستشارية قوة عظيمة من كونها لغة استعمار أولا وقبل كل شيء. إذ الواقع أن الألمانية كانت تحتل الأراضي السلافية قدما بقدم وتحل محل اللغات السلافية. فتكونت الألمانية المشتركة في مدن الاستعمار في ألمانيا


١ "الزواج إحدى الوسائط الإنسانية الدائمة بين اللغة والتاريخ المحلي". تراشيه Terracher، رقم ١٢٤، ص١٠ من التمهيد: وص٢٢٨.
٢ كلوجه kluge: رقم ١٧٥، ١٧٦؛ وجتياهر Gutjahr؛ Die Anfange der neuhochdeutschen schriftsprache vor Luther، هال "١٩١٠".
٣ سوسن Socin: رقم ٢٠٦، ص١٦٤، ٢٠٣.

<<  <   >  >>