للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يهتم بالاشتقاق إلا ليجمع أكبر عدد ممكن من العمليات المعنوية المتشابهة بقصد أن يستخرج منها القوانين العامة التي بمقتضاها يتطور معنى الكلمات.

هذه القوانين لا تكون إطلاقا في الكلمات بعضها. وغلطة دومستير أنه أوهم بوجود نوع من المنطق الداخلي الذي يحكم التغيرات المعنوية للكلمات. فيظهر أن نظر المؤلف لم يمتد إلى أبعد من تلك التجريدات السكولاستية التي تنحصر في الاستعمالات المجازية أو في تسمية الأشياء الجديدة بأسماء قديمة, ولم يصل إلى الحقائق الواقعية المشخصة التي تمثلها الكلمات.

الكلمات على ما هي مرتبة في الذهن ليست منعزلة. وميل الذهن إلى تجميعها إلى عوارض، كعوارض الاشتقاق الشعبي التي تصب الكلمات في صيغتها "انظر ص٢٣٢". وأثر التجميع على معنى الكلمات أقوى منه على صيغتها.

عرى الأسرة المعنوية تمسك كل كلمة في معناها التقليدي، أو إذا حدث لكلمة من كلمات الأسرة الرئيسية تحول في معناها، جذبت معها الكلمات الأخرى إلى المعنى الجديد. فلما تخصصت كلمة habit، ومعناها "حالة، هيئة" في معنى اللباس"، أصاب الفعل habiller "الوضع في هيئة ما" نفس التخصص؛ وهاتان الكلمتان جذبتا إليهما مشتقاتهما ومركباتهما habilleur "من يلبس" و habillement "الإلباس" و deshabiller "انتزاع الملابس" إلخ، والكلمتان pondre أو ponte تحولت كلتاهما في وقت واحد من فكرة "الوضع" عامة إلى فكرة "وضع البيض" في الكلام عن طائر أنثى. فالإحساس بالأسرة اللغوية أمسك هذه الكلمات مجتمعة.

أما إذا تراخت عرى الأسرة أو انفصمت. لم يبق شيء لمنع المعنى من أن يضل الطريق: فالكلمة اللاتينية captiuus احتفظت بمعنى "أسير" خلال تاريخ اللغة اللاتينية بأسره، لأنه كان يوجد إلى جانبها الفعل capio "آخذ". وفي الفرنسية لم يبق الفعل capio بينما بقيت كلمة captiuus المشتقة منه، ولكن في حالة العزلة تلك، فلما لم تبق لها سنادة من الأصل الذي اشتقت منه وأصبحت

<<  <   >  >>