نجد في الجملة الاسمية المقابل الصحيح لما يكون عليه اسم الحدث في الجملة الفعلية: أعنى اسم الصفة المجرد. ولنأخذ الجملتين: أعبد الله والله رحيم، فالرحمة صفة أن يكون الموصوف" رحيما، والعبادة هي فعل أن نعبد. وإذن فالاسم المجرد يخرج بطبيعة الحال من الجملة الاسمية. وهناك حالات يقترب فيها الاسم المجرد من اسم الحدث أشد الاقتراب. وذلك مثلا عندما يتصل اسم الحدث بفعل يكون معناه أو غل في الانفعالية منه في الفاعلية. فالجمل الفعلية التي تشتمل على فعل من هذا القبيل تقترب من الجمل الفعلية الاسمية التي تكلمنا عنها في صفحة ١٦٨ أو تستطيع أن تستبدل بها. ففي الدنمركية مثلا نجد أن اسم الحدث الذي يلحق الفعل Elske "يحب" هو kjoerlighed "حنان" "صفة أن يكون الإنسان kjoerlig "حنونا". وفي الفرنسية نرى كلمة endurance "التحمل" اسم حدث واسما مجردا في نفس الوقت: فمن الجملة الفعلية: "بيير يتحمل الجوع" ويمكننا أن نأخذ: تحمل الجوع "=حدث التحمل"، في حين يمكننا أن نأخذ من الجملة الاسمية بيير متحمل: تحمل بيير. فالتحمل إذن صفة أن يكون الإنسان متحملا، كما أن الرجمة clemence أو الصبر patience صفتا أن يكون الإنسان رحيما أو صبورا.
يخرج الإنسان من فصيلة الأسماء المجردة "أسماء المعنى" إلى فصيلة الأسماء المشخصة "أسماء الذات". لأن الاسم المجرد كثيرا ما يستعمل بقيمة مشخصة. ذلك أن ما يعبر عنه اسم المعنى بقوة يظهر للعقل يسيرا عند تحققه في الواقع. لذلك كانت اللواحق التي تتميز بها الأسماء المجردة مثل Tut -أو tat- في اللاتينية و te في الفرنسية, و ung في الألمانية توجد أيضا في بعض الأسماء المشخصة.