للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا ما أدخل الرابط في الجملة الاسمية عندما تدعو الحاجة إلى إدخاله للتعبير عن الصفة أو عن الزمن، أمكن إدخاله فيها أيضا في بعض الأحيان حتى عندما لا يحتاج المعنى إليه. فالجملة الاسمية البحتة في اللاتينية مثلا تعتبر من المستثنيات، إذ أنها لا تخلو من الرابط deus bonus est auarus est home "الله يكون كريما والإنسان يكون شَرِها" وكذلك الحال في الفرنسية: les marrons sont chauds "القسطل "يكون" ساخنا" وفي الإنجليزية life is short "الحياة "تكون" قصيرة" وكذلك في الأرمينية وبعض اللغات السلافية غير الروسية ... إلخ. ومن ثم ظن بعض النحاة أن الرابط عنصر أساسي في الجملة. ولكن تاريخ الكلمات نفسه يبرهن على فساد هذا الزعم. فالرابط في كل اللغات الهندية الأوروبية مأخوذ من أرومات فعلية بعدما ضعف معناها شيئا فشيئا. فالأرومة -es التي زودت الجملة الأسمية بالرابط منذ زمن قديم جدا تدل بمعناها الحقيقي على الوجود، على الحياة، واسم فاعلها sat يدل في السنسكريتية على كائن حقيقي وكلمة satyas المشتقة منه معناها "حق" ويمكننا أن نتتبع هذا العمل الانحلالي الذي أدى بفعل الوجود إلى أن يلعب دور الرابط.

هذا إلى أن هناك لغات كثيرة لم تكتف بالأرومة -es للقيام بهذا الدور١. فلدينا عدد لا بأس به من الإبدال التي يستعاض بها عن فعل الوجود في القيام بدور الرابط. ومن أكثر هذا الإبدال شيوعا فعل معناه الحقيقي "ينبت، ينمو" وقد احتفظ بهذا المعنى في الإغريقية


١ انظر ماروزو marouzeau، رقم ١٠٠، ص١٥١، وكذلك المراجع المذكورة فيه.

<<  <   >  >>