للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي روايةٍ للنَّسائِيِّ: "مَن قالَهُنَّ في يومٍ أو في ليلةٍ أو في شهرٍ، ثمَّ ماتَ في ذلكَ اليومِ أو في تلكَ الليلةِ أو في ذلكَ الشَّهرِ؛ غُفِرَ لهُ ذنبُهُ" (١).

ويُرْوى مِن حديثِ: حُذَيْفَةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "مَن خُتِمَ لهُ بقولِ لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ دَخَلَ الجنَّةَ، ومَن خُتِمَ لهُ بصيامِ يوم أرادَ بهِ وجهَ اللهِ؛ أدْخَلَهُ اللهُ الجنَّةَ، ومَن خُتِمَ لهُ بإطعامِ مسكينٍ أرادَ بهِ وجهَ اللهِ؛ أدْخَلَهُ اللهُ الجنَّةَ" (٢).


= التخليط والتدليس، لكنّها جاءت مختصرة جدًّا، فالعمدة في تقوية هذا السياق على رواية إسرائيل ومن تابعه. والعلّة الثانية الوقف: فقد رواه: الترمذي (الموضع السابق)، والنسائي في "الكبرى" (٩٨٦٠) و"اليوم والليلة" (٣٢)، والدارقطي في "العلل" (١٦٠٣)؛ من طريق قويّة، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأغرّ، في أبي هريرة وأبي سعيد … موقوفًا. وبه أعلّه الترمذي، وقال الدارقطني: "وهو الصحيح". قلت: لا ريب أنّ رواية شعبة عن أبي إسحاق متينة وراجحة، لكنّها لا تضرّ الرفع لأمور: أوّلها: أن الرفع جاء عن شعبة من وجه قويّ كما تقدّم. والثَّاني: أن رفع إسرائيل زيادة ثقة يتعيّن المصير إليها. والثالث: أن من المستبعد أن يتّفق أبو هريرة وأبو سعيد على مقالة كهذه دون أن يكون أصلها مرفوعًا. والرابع: أنّ لهذا المتن حكم الرفع لأنّه لا يقال اجتهادًا. فهذه العلّة غير قادحة أيضًا. والعلّة الثالثة الاضطراب: عن أبي إسحاق، عن أبي صالح، عن أبي هريرة … رفعه. وأبو بشر هو عبد الله بن بشر الرقي ليس بذاك القويّ، فروايته شاذّة، ولو سلّمنا أنّها محفوظة؛ فلا تضرّ الحديث؛ لأنه تردّد بين وجهين قويّين.
ويدفع هذه العلل الثلاث ما رواه: عبد بن حميد (٩٤٥)، والرافعي في "التدوين" (٣/ ٤٤٢)؛ من طريقين، عن إسرائيل، عن أبي جعفر الفرّاء، عن الأغرّ، عن أبي سعيد وأبي هريرة … رفعاه مطوّلًا ومختصرًا. فهذه متابعة من أبي جعفر الفرّاء الثقة لأبي إسحاق تقوّي حديثه وتنفي علله.
وإلى تقوية هذا الحديث مال الترمذي وابن حبّان والحاكم والنووي والمنذري والعسقلاني والألباني.
(١) (شاذّ). رواه: النسائي في "الكبرى" (٩٨٥٧) و"اليوم والليلة" (٢٩)، والإسماعيلي في "شيوخه" (٣٩٠)؛ من طريق جعفر بن برقان، عن أبي بشر عبد الله بن بشر الرقي وغيره، عن أبي إسحاق، عن أبي صالح، عن أبي هريرة … رفعه.
وهذا سند ضعيف: أبو بشر، ليس بالقويّ، وروايته عن أبي إسحاق متأخّرة، وقد خالف في السند والمتن معًا، فروايته بين الشذوذ والنكارة. والمحفوظ في هذا الحديث اللفظ المتقدّم بالسند المتقدّم.
(٢) (ضعيف بهذا التمام). يرويه نعيم بن أبي هند واختلف عليه فيه على ثلاثة وجوه: روى أوّلها: البزّار (٧/ ٢٧٠/ ٢٨٥٤)، وابن بشران في "الأمالي" (١٦٤٥ - صحيحة)، والبيهقي في "الصفات" (٦٥٢)؛ من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن محمّد بن جحادة، عن نعيم، عن ربعيّ، عن حذيفة … رفعه. والحسن هذا هو الجفري ضعيف. وروى الثاني: الطبراني في "الشاميّين" (٢٤٤٩) وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٢٠٨) من طريق عطاء الخراساني، والأصبهاني في "الترغيب" (١٠٤) من طريق عديّ بن الفضل عن عثمان البتّي؛ كلاهما عن نعيم، عن أبي مسهر (وفي الحلية: أبي سهل)، عن حذيفة … رفعه. وعطاء حسن في الشواهد لكنه عنعن علي تدليسه، وعديّ متروك، فاجتماع الطريقين لا يزحزح هذا الوجه عن الضعف، زد على ذلك أن =

<<  <   >  >>