للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخَرَّجَ (١) الإمامُ أحْمَدُ مِن حديثِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهوَ بعرفةَ يَقْرَأُ هذهِ الآيةَ: {شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إلهَ إلَّا هوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولو العِلْمِ} هو الآيةَ [آل عمران: ١٨]، ويَقولُ: "وأنا على ذلكَ مِن الشَّاهدينَ يا ربِّ! " (٢).

ويُرْوى مِن حديثِ عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ؛ قالَ: شَهِدْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ عرفةَ، فكانَ أكثرَ قولهِ {شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وأُولو العِلْمِ} الآيةَ. ثُمَّ قالَ: "أي ربِّ! وأنا أشهَدُ" (٣).


= (٤٠٧٢)؛ من طريق عبد الرحمن بن يحيى المدني، ثنا مالك، عن سميّ مولى أبي بكر، عن أبي هريرة … رفعه. قال البيهقي: "هكذا رواه أبو عبد الرحمن بن يحيى وغلط فيه، إنّما رواه مالك في "الموطّأ" مرسلًا". قلت: ابن يحيى واه منكر الحديث، والمعروف في هذا الإرسال والوصل منكر.
فهذه الشواهد المرسلة مع حديثي عليّ وابن عمرو المتقدّمين تشدّ حديث ابن عمر وتقوّيه.
(١) في حاشية خ هنا: "قال في "التبصرة" في مجلس الأمر بالمعروف: عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله يستخلص رجلًا من أُمّتي على رؤوس الملأ يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلًّا، كلّ سجلّ مدّ البصر، ثمّ يقول الله: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا ربّ! فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل فيقول: لا يا ربّ! فيقول: بلى؛ إنّ لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك! فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلَّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله. فيقول: أحضروه. فيقول: يا ربّ! ما هذه البطاقة مع هذه السجلّات؟ فيقال: إنّك لا تظلم. فتوضع السجلاّت في كفّة والبطاقة في كفّة، فطاشت السجلاّت وثقلت البطاقة". وذكر هذا الحديث أيضًا في مجلس ذكر الموت، ورواه بسنده من طريق "المسند"، وهو فيه وفي غيره. والله تعالى أعلم. وروى النسائي وابن حبّان والبزّار أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أنّ أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفّة ولا إله إلّا الله في كفّة مالت بهم"" اهـ.
(٢) (ضعيف). رواه أحمد (١/ ١٦٦) من طريق جبير بن عمرو، عن أبي سعد الأنصاري، عن أبي يحيى مولى آل الزبير، عن الزبير … رفعه. قال الهيثمي (٦/ ٣٢٨): "في إسناده مجاهيل". قلت: جبير وأبو سعد مجهولان. وأبو يحيى الظاهر أنه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير شيخ واه في حدّ الترك. والسند ساقط. ورواه: ابن أبي حاتم في "تفسيره" (آل عمران ٢٠ - ابن كثير)، والطبراني (١/ ١٢٤/ ٢٥٠)، وابن السنّي (٤٣٥)؛ من طريق محمّد بن أبي السري العسقلاني، ثنا عمر بن حفص بن ثابت بن أسعد بن زرارة، عن عبد الملك بن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جدّه، عن الزبير … رفعه. قال الهيثمي (٦/ ٣٢٨): "في إسناده مجاهيل". قلت: عمر بن حفص لم أقف له على ترجمة. وعبدالملك ذكره ابن حبّان في "الثقات" برواية ثقتين وترجمه الخطيب بما يدلّ على فضله فمثله يكون حسنًا في الشواهد على الأقلّ. والعسقلاني كثير الوهم. والسند واهٍ.
قال المناوي: "ورواه الدارقطني عن عائشة، وفيه أحمد بن عبيد بن ناصح له مناكير وزمعة ضعفوه". واجتماع مثل هذه الأسانيد لا يقوّي الحديث، وقد ضعّفه ابن أبي حاتم والعراقي والهيثمي والمناوي.
(٣) (لم أقف عليه). ولا ذكره السيوطي في "الدرّ" مع أنّه جمع فيه فأوعى. والمعتاد في مثل هذه =

<<  <   >  >>