للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيهِ: عن أبي هُرَيْرَةَ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ، يَقولُ: انْظُروا إلى عبادي شعثًا غبرًا" (١). وخَرَّجَهُ ابنُ حِبَّانَ في "صحيحهِ".

وخَرَّجَ فيهِ أيضًا مِن حديثِ: جابرٍ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "ما مِن يوم أفضلَ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ، يَنْزِلُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى إلى سماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيَقولُ: انْظُروا إلى عبادي شعثًا غبرًا ضاحينَ، جاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ، يَرْجونَ رحمتي ولم يَرَوا عذابي. فلم يُرَ أكثرَ عتيقًا مِن النَّارِ مِن يومِ عرفةَ" (٢).

وخَرَّجَهُ ابنُ مَنْدَه في "كتاب التوحيد" ولفظُهُ: "إذا كانَ يومُ عرفةَ، يَنْزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدُّنيا، فيُباهي بهمُ الملائكةَ، فيَقولُ: انْظُروا إلى عبادي، أتَوْني شعثًا غبرًا مِن كلِّ


= ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (١٣٤٨) وحديثا أبي هريرة وجابر الآتيان بعده، فهو صحيح بهما، وقد قوّاه المنذري والهيثمي والألباني.
(١) (حسن صحيح). رواه: أحمد (٢/ ٣٠٥)، وابن خزيمة (٢٨٣٩)، وابن حبّان (٣٨٥٢)، والطبراني في "الأوسط" (٨٩٨٨)، والحاكم (١/ ٤٦٥)، وأبو نعيم (٣/ ٣٠٥)، والبيهقي (٥/ ٥٨)، وابن عبد البرّ (١/ ١٢١)؛ من طرق، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة … رفعه.
قال الطبراني وأبو نعيم واللفظ الأوّل: "لم يروه عن مجاهد إلّا يونس بن أبي إسحاق". وقال الحاكم: "على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي، مع أنّ البخاري لم يخرّج ليونس. وقال الهيثمي (٣/ ٢٥٥): "رجاله رجال الصحيح". قلت: يونس من رجال مسلم، وفيه كلام لا ينحطّ بحديثه عن رتبة الحسن، فالسند كذلك، ثمّ هو صحيح بما قبله وبعده. وقد صحّحه الألباني.
(٢) (ضعيف بهذا التمام). رواه: البزّار (١١٢٨ - كشف)، وأبو يعلى (٢٠٩٠)، وابن خزيمة (٢٨٤٠)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٤/ ١١٤)، وابن حبّان (٣٨٥٣)، وابن عدي (٧/ ٢٧٠٨)، والإسماعيلي في (شيوخه) (١/ ٣٢٧)، وابن منده في "التوحيد" (٨٨٥)، واللالكائي في "الاعتقاد" (٧٥١)، والبيهقي في "السنن" و"الشعب" (٤٠٦٨)، وابن عبد البرّ (١/ ١٢٠)، والبغوي (٩٣١)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٠٤٢)؛ من طرق، عن أبي الزبير، عن جابر … رفعه.
قال ابن خزيمة: "أنا أبرأ من عهدة مرزوق" قلت: الراوي عن أبي الزبير عنده، وهو مرزوق الباهلي مولى طلحة بن عبد الرحمن صدوق وقد توبع. وقال الهيثمي (٣/ ٢٥٦): "فيه محمّد بن مروان العقيلي، وثّقه ابن معين وابن حبّان وفيه بعض كلام، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". قلت: العقيلي صدوق له أوهام وقد توبع. وقال ابن منده: "متصل حسن من رسم النسائي". وردّه الألباني بقوله: "علّة الحديث أبو الزبير؛ فإنّه مدلّس، وقد عنعنه في جميع الطرق عنه". قلت: لكنّ أكثر الحديث يصحّ بشواهده المتقدّمة والآتية؛ إلَّا قوله "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة"؛ فإنّ الشواهد قاصرة عن تقويته، ثمّ هو مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عبد الله بن قرط المتقدّم (ص ٥٩١): "أعظم الأيّام عند الله يوم النحر ثمّ يوم القرّ".

<<  <   >  >>