للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهُ قولُ بعضِ الصَّحابةِ: إنِّي أحْتَسِبُ نومَتي كما أحْتَسِبُ قومَتي.

وفي الحديثِ المرفوعِ: "الطَّاعمُ الشَّاكرُ كالصَّائمِ (١) الصَّابرِ" (٢). خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ


(١) في خ: "ليقوى بفطره … مثل الصائم"، والأولى ما أثبتّه من م ون وط.
(٢) (صحيح). علّقه البخاري في "الصحيح" (٩/ ٥٨٢) فقال: "باب الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر. فيه عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ". وقد جاء موصولًا عن أبي هريرة من وجوه:
فرواه معن بن محمّد واختلف عليه فيه على وجهين: روى الأوّل: عبد الرزّاق (١٩٥٧٣)، ومسدّد (٩/ ٥٨٢ - فتح)، وأحمد (٢/ ٢٨٣)، والترمذي (٣٨ - القيامة، ٤٣ - باب، ٤/ ٦٥٣/ ٢٤٨٦)، وأبو يعلى (٦٥٨٢)، وابن خزيمة (١٨٩٨)، وابن أبي حاتم في "العلل" (١٥١٢)، وابن حبّان (٣١٥)، والحاكم (١/ ٤٢٢، ٤/ ١٣٦)، والبيهقي (٤/ ٣٠٦)، والخطيب في "الجمع والتفريق" (٢/ ٤٠٤)، والبغوي في "السنّة" (٢٨٣٢)، والعسقلاني في "التغليق" (٤/ ٤٩١)؛ من ثلاث طرق قويّة، عن معن (وجاء في بعضها: عن رجل من بني غفار)، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة … رفعه. والرجل المبهم في بعض الطرق بيّنت الطرق الأُخرى القويّة أنّه معن نفسه. وقد سقط معن من سند ابن حبّان فاستدركه عليه العسقلاني من "مسند مسدّد". ووقع عند ابن أبي حاتم "سعيد بن المسيّب" وهو تحريف ظاهر أو وهم. وروى الثاني: ابن ماجه (٧ - الصيام، ٥٥ - الطاعم الشاكر، ١/ ٥٦١/ ١٧٦٤)، وابن خزيمة (١٨٩٩)، وأبو عوانة، وابن أبي حاتم (١٥١٢)، والطبراني في "الأوسط" (٧٣٧٧)، والبيهقي (٤/ ٣٠٦)، والعسقلاني في "التغليق" (٤/ ٤٩٢)؛ من طرق أربع، عن محمّد بن معن، عن حنظلة بن عليّ، عن أبي هريرة … رفعه.
ومعن ذكره ابن حبّان في "الثقات" وروى عنه جماعة من الأثبات وخرّج له البخاري فلا أقلّ من أن يحسّن حديثه، وبقيّة السندين ثقات، فكلاهما قويّ رأجح، ولذلك قال ابن خزيمة: "الإسنادان صحيحان عن سعيد المقبريّ وعن حنظلة بن عليّ جميعًا عن أبي هريرة، ألا تسمع المقبريّ يقول: كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة"؛ يعني: أنّ في المتن ما يدلّ على سماعهما هذا الحديث معًا من أبي هريرة. وقال العسقلاني في "التغليق": "إن كان محفوظًا [يعني: الوجه الثاني، وهو محفوظ كما تقدّم]؛ فمعن سمعه من سعيد المقبريّ وحنظلة بن عليّ جميعًا، ويدلّ عليه رواية ابن خزيمة … فلا مانع أن يكون معن سمعه من حنظلة بعد أن سمعه من سعيد". وقال في "الفتح": "هذا محمول على أنّ معن بن محمّد حمله عن سعيد ثمّ حمله عن حنظلة".
ورواه حكيم بن أبي حرّة واختلف عليه فيه أيضًا على وجوه: روى الأوّل منها: البخارى في "التاريخ" (١/ ١٤٣)، وابن أبي حاتم في "العلل" (١٥١٣) تعليقًا، والعسقلاني في "التغليق" (٤/ ٤٩١)؛ من طريق سليمان بن بلال، عن محمّد بن عبد الله بن أبي حرّة، عن عمّه حكيم بن أبي حرّة، عن سلمان الأغرّ، عن أبي هريرة … فعه. ورورى الثاني: أحمد (٤/ ٣٤٣)، والدارمي (٢/ ٩٥)، والبخاري في "التاريخ" (١/ ١٤٣)، وابن ماجه (الموضع السابق، ١٧٦٥)، وعبد الله بن أحمد (٤/ ٣٤٣)، والطبراني (٧/ ١٠٠/ ٦٤٩٢)، والقضاعي في "الشهاب" (٢٦٤)، وابن الأثير في "الغابة" (٢/ ٣٨١)، والمزّي في "التهذيب" (١٢/ ١٥٣، ٢٥/ ٤٦٤)، والعسقلاني في "الفتح" (٩/ ٥٨٢) معلّقًا؛ من طرق سبع، عن الدراوردي، عن محمّد بن عبد الله بن أبي حرّة، عن عمّه (ووقع في إحدى طرق البخاري "عن أبيه" وهو تحريف أو وهم)، عن سنان بن سنّة (ووقع عند العسقلاني: "رجل من أسلم"، وهو هو. وزاد الدارمي: "عن أبيه"؛ يعني: سنّة، وهو وهم من =

<<  <   >  >>