للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالصَّدقةِ" (١).

فالصَّدقةُ تَمْنَعُ وقوعَ البلاءِ بعدَ انعقادِ أسبابِهِ، وكذلكَ الدُّعاءُ.

وفي الحديثِ: "إنَّ البلاءَ والدُّعاءَ يَلْتَقِيانِ بينَ السَّماءِ والأرضِ فيَعْتَلِجانِ إلى يومِ القيامةِ" (٢). خَرَّجَهُ البَزَّارُ والحاكِمُ.

وخَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ مِن حديثِ سَلْمانَ مرفوعًا: "لا يَرُدُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ" (٣).


(١) (ضعيف). رواه ابن مردويه في "التفسير" (سبأ ٣٩ - الدرّ المنثور)، ولم أقف على سنده، لكن الغالب الذي عهدته تجربة واستقراء فيما يتفرّد به ابن مردويه الضعف إن لم يكن دون ذلك، ولا سيّما أنّ السيوطيّ استبعده من "الجامع الصغير". والله أعلم.
(٢) (ضعيف). رواه: ابن أبي الدنيا، والبزّار (٢١٦٥ - كشف)، والطبراني في "الأوسط" (٢٥١٩) و"الدعاء" (٣٣)، والحاكم (١/ ٤٩٢)، وابن جميع في "المعجم" (ص ١٠٥)، والقضاعي (٨٥٩ و ٨٦١)، والخطيب في "التاريخ" (٨/ ٤٥٣)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٢٣٧)؛ من طريق زكريّا بن منظور، [عن عطّاف بن خالد]، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة … رفعه في سياق. قال الحاكم: "صحيح"، ووافقه المنذري، وردّه الذهبي بقوله: "زكريّا مجمع على ضعفه". وقال الهيثمي (٧/ ٢١٢، ١٠/ ١٤٩) "وثّقه أحمد بن صالح المصري وضعّفه الجمهور".
وله شاهد رواه البزّار (٢١٦٤ و ٣١٣٦ - كشف) من طريق إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي هريرة … رفعه. قال الهيثمي: "فيه إبراهيم بن خثيم وهو متروك". قلت: وفيه نكارة في لفظه ومخالفة لما هو أصحّ منه.
فحديت عائشة ضعيف، وحديث أبي هريرة شديد الضعف، فلا يقوم به.
نعم؛ هناك شواهد على أنّ الدعاء ينفع ممّا نزل وممّا لم ينزل، لكنّها قاصرة عن تقوية القطعة المذكورة من الحديث، وقد مال إلى ضعفها الذهبي والمنذري والعسقلاني، ومال إلى تقويتها الحاكم والمنذري والألباني، وكنت تابعتهم على هذا في تعليقي على "الداء والدواء"، ثمّ ترجّح لي - والله يغفر لي - ضعفه هنا بعد مزيد من البحث، فليتنبّه إخواني من طلبة العلم لذلك.
(٣) (صحيح بشواهده). رواه: الترمذي (٢٣ - القدر، ٦ - لا يردّ القدر إلّا الدعاء، ٤/ ٤٤٨/ ٢١٣٩)، والبزّار (٢٥٤٠)، والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٦٩)، والطبراني في "الكبير" (٦/ ٢٥١/ ٦١٢٨) و"الدعاء" (٣٠)، والقضاعي (٨٣٢ و ٨٣٣)؛ من طرق، عن يحيى بن ضريس، عن أبي مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان … رفعه. قال الترمذي: "حسن غريب، وأبو مودود اثنان أحدهما يقال له فضّة، وهو الذي روى هذا الحديث". قلت: فيه لين، والسند كذلك.
وله شاهد عند: ابن المبارك في "الزهد" (٨٦)، ووكيع في "الزهد" (٤٠٧)، وابن أبي شيبة (٢٩٨٥٨)، وأحمد (٥/ ٢٧٧ و ٢٨٠ و ٢٨٢)، وهنّاد في "الزهد" (١٠٢٤)، وابن ماجه (المقدّمة، ١٠ - القدر، ١/ ٣٥/ ٩٠ و ٤٠٢٢)، والنسائي في "الكبرى" (١٢٠٩٣ - تحفة)، والروياني، والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٦٩)، وابن حبّان (٨٧٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢/ ١٠٠/ ١٤٤٢) و"الدعاء" (٣١)، وابن عدي =

<<  <   >  >>