للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأخير التوبة في حال الشباب قبيح، ففي حال المشيب أقبح وأقبح.

نعى لك ظلّ الشّباب المشيب … ونادتك باسم سواك الخطوب

فكن مستعدّا لداعي الفنا … فكلّ الذي هو آت قريب

ألسنا نرى شهوات النّفو … س تفنى وتبقى علينا الذّنوب

يخاف على نفسه من يتوب … فكيف يكن حال من لا يتوب

فإن نزل المرض بالعبد فتأخيره للتوبة حينئذ أقبح من كلّ قبيح؛ فإنّ المرض نذير الموت. وينبغي لمن عاد مريضا أن يذكّره التوبة والاستغفار، فلا أحسن من ختام العمل بالتوبة والاستغفار؛ فإن كان العمل سيئا كان كفّارة له، وإن كان حسنا كان كالطابع عليه.

وفي حديث «سيد الاستغفار» (١) المخرّج في «الصحيح» أنّ «من قاله إذا أصبح وإذا أمسى، ثم مات من يومه أو ليلته، كان من أهل الجنّة». ليكثر في مرضه من ذكر الله عزّ وجلّ، خصوصا كلمة التوحيد؛ فإنّه من كانت آخر كلامه دخل الجنة.

وفي حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أنّه: «من قال في مرضه: لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله؛ فإن مات من مرضه لم تطعمه النّار» (٢). خرّجه النسائي وابن ماجه والترمذي وحسّنه.

وفي رواية للنسائي: «من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر، ثم مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر، غفر له ذنبه». ويروى من


(١) أخرجه: البخاري (٨/ ٨٣) (٦٣٠٦)، والترمذي (٣٣٩٣)، والنسائي (٨/ ٢٧٩ - ٢٨٠).
(٢) أخرجه: الترمذي (٣٤٣٠)، وابن ماجه (٣٧٩٤).

<<  <   >  >>