للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر رضي الله عنهما، قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنّها ليلة سابعة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إني أرى رؤياكم قد تواطأت أنّها ليلة سابعة، فمن كان متحرّيها منكم فليتحرّها في ليلة سابعة». قال معمر: فكان أيّوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين (١)، يشير إلى أنّه حملها على سابعة تبقى.

وخرّجه الثعلبيّ في «تفسيره» من طريق الحسن بن عبد الأعلى، عن عبد الرزّاق بهذا الإسناد، وقال في حديثه: «ليلة سابعة تبقى»، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين». وهذه الألفاظ غير محفوظة في الحديث، والله أعلم.

وفي «سنن أبي داود» بإسناد رجاله كلّهم رجال الصحيح، عن معاوية، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. وخرّجه ابن حبّان في صحيحه (٢)، وصحّحه ابن عبد البرّ؛ وله علّة، وهي وقفه على معاوية. وهو أصحّ عند الإمام أحمد والدّارقطني. وقد اختلف أيضا عليه في لفظه.

وفي «المسند» عن ابن مسعود صلّى الله عليه وسلّم «أنّ رجلا أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: متى ليلة القدر؟ فقال: من يذكر منكم ليلة الصّهباوات؟ قال عبد الله: أنا، بأبي أنت وأمّي، وإنّ في يدي لتمرات أتسحّر بهنّ مستترا بمؤخرة رحلي من الفجر، وذلك حين طلع القمر» (٣). وخرّجه يعقوب بن شيبة في مسنده، وزاد:

«وذلك ليلة سبع وعشرين». وقال: صالح الإسناد.


(١) أخرجه: «عبد الرزاق» (٧٦٨٨)، ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه: أبو داود (١٣٨٦)، وابن حبان (٣٦٨٠).
(٣) أخرجه: أحمد (٤٥٣، ٣٩٦، ١/ ٣٧٦)، وفيه انقطاع، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ٤٠٦): «وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه».

<<  <   >  >>