متلاصقة، وبعضها الآخر يتركز في منطقة واحدة، وبعض اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية تتمتع بمعاملات عالية في مستوى الإنتاج والتجارة والنتاج العلمي والأدبي، وبعض آخر يستعمل بين جماعة من الناس يمكن أن توصف بالتخلف حيث يهبط فيها مستوى الإنتاج، ويقل حجم التجارة، وينعدم -أو يكاد- إنتاجها العلمي والعقلي، -هذه هي الحال مع معظم اللغات الهندية الأمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع اللغات الوطنية في أستراليا. بعض هذه اللغات تستخدمها مجموعات بشرية ذات مكانة سياسية وعسكرية ممتازة "مثل الإنجليزية والروسية"، وبعضها يعاني في تفاهة مركزه السياسي والعسكري "مثل لغة هاواييني وبعض لغات نيوزلندة", ولكن بعضا من لغات القسم الثاني تستعمل في مناطق ذات مركز سياسي واستراتيجي هام، على الرغم من ضآلة قيمة المتكلمين بها "مثل الفيتنامية، والسواحيلية في شرقي إفريقية".
وإن الدراسة التفصيلية الموضوعية العلمية لكل هذه العوامل لتشكل المجال الحقيقي لعلم اللغة الجغرافي، وعلى ضوء ما هو معروف عن مجالات علم اللغة بفرعيه الرئيسيين الوصفي والتاريخي، وميادين بحث كل منهما، فإنه من غير المتوقع أن يتمكن أي من هذين الفرعين من معالجة الموضوعات السابقة على وجهها الأكمل، أو يدعي لنفسه المقدرة على فعل ذلك.