وإن التوسع في استخدام أجهزة التسجيل في مجال العمل الفونيمي قد قلل -إلى حد كبير- من متاعب المحلل اللغوي، حيث إنه يسمح بالتسجيل الموضوعي للأصوات الفعلية المنطوقة، ويكمل النقص في استخدام الرموز المكتوبة، الذي يتأثر عادة بعوامل ذاتية ناتجة عن سماع المحلل وثقافته.
ولكن حتى الأصوات المسجلة يجب في النهاية أن يقوم المحلل بترجمتها وتفسيرها معتمدا على أذنه وفهمه، ولهذا فإن قيمتها الرئيسية تعود إليه أخيرا.
وعند هذه النقطة يجب أن الكتابة الصوتية تمثيل موضوعي للأصوات، فإن الكتابة الفونيمية تؤسس على إحساس المتكلم بالفروق الصوتية، والتفريق الذي يرى وجوده بنفسه. وهذا يعني أن ما يعد رموزا كتابية مرضية لنوع من اللغات مثل الإنجليزية لا يلزم بالضرورة أن يكون دقيقا مائة في مائة بالنسبة للغة أو لهجة أخرى. إن صوت العلة الموجود في lot و not و pot هو -موضوعيا وصوتيا- "a" في فم المتكلم الأمريكي في الجملة، ولكنه "?" أو "C" في فم المتكلم الإنجليزي.
وهذا بدوره يعني أن الكتابة الفونيمية للغوي ربما لا تتفق مع كتابة لغوي آخر، فكل منهم يميل إلى أن يستعمل ويكتب الصورة الصوتية للهجته الخاصة، وعلى سبيل المثال فإن حرف العلة في leave و feet يختلف تقديره وكتابته بالنسبة إلى الرجل الإنجليزي عنه بالنسبة للرجل الأمريكي فالإنجليزي يمثله بالرمز ":i" "علة طويلة خالصة", ولكن الأمريكي يمثله بالرمز "ij" "علة قصيرة خالصة متبوعة بـY انحدارية glide" ولهذا فإن معظم من يمثلون الصوت بالرموز الكتابية يلفتون نظر قرائهم إلى هذا النوع الذي لا مفر عنه من الإقحام لخصائص لغتهم في مجال التمثيل الكتابي.