للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم تعرف لي خبر أبي نصر قال، فقلت له: إنه قد أجاب فاسترجع مراراً ثم قال: ما كان أحسن تلك اللحية لو خضبت - يعني بالدم- ولم يجب حتى يقتل" (١).

وهكذا ظل موقف أحمد بن حنبل من أبي نصر التمار حتى إنه لما توفي لم يصلّ عليه. روى الخطيب بسنده إلى الميموني انه قال: "صح عندي أنه لم يحضر أبا نصر التمار حين مات - يعني أحمد بن حنبل- فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة" (٢).

الدفاع عن صحيح مسلم

لقد وجه الإمام أبو زرعة انتقادين على صحيح مسلم.

الأول: هو روايته عن بعض الرواة المتكلم فيهم وعدم إخراجه حديث أحد الثقات في الأصول دون المتابعات والشواهد.

والثاني: تسميته لكتابه بالجامع الصحيح.

أما عدم تخريجه حديث أحد الثقات- وهو محمد بن عجلان- في الأصول فهذا أمر يعود لمسلم حيث اشترط في كتابه شروطا هو أعلم بها من غيره فإذا لم يخرج حديثه لا يعد منقصة أو عيبا عليه رحمه الله.

وسأكشف عن سبب عدم احتجاج مسلم به في الأصول في ترجمته بعد هذه المقدمة. أما الرواة المتكلم فيهم فهم ثلاثة: أسباط بن نصر الهمداني، وقطن بن نسير البصري، وأحمد بن عيسى المصري، وسأذكر تراجمهم وأقوال الأئمة فيهم، ودفاع الحفاظ عن صحيح مسلم، وأبدأه بدفاع مسلم عن نفسه، وأعقبه بتبريره لتسميته كتابه بالجامع الصحيح، وأختمه بقبول محدثنا عذر مسلم، وبالله التوفيق.


(١) انظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص ٣٨٥ - ٣٨٦.
(٢) انظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص ٣٨٦، ٣٨٨؛ وتاريخ بغدادج ١٠/ ٤٢١.