للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال له عمرو: من أنت؟ قال أنا علي قال ابن من؟ ابن عبد مناف؟ فقال أنا علي بن أبي طالب فقال عندك يا ابن أخي مِنْ أعمامك من هو أسن منك١؟ فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك فقال علي لكني والله ما أكره أن أهريق دمك فغضب فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي مغضباً واستقبله علي بدرقته٢ فضربه عمرو في الدرقة فقدها٣. وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي -رضي الله عنه- على حبل العائق فسقط وثار العجاج٤ فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير فعرف أن علياً قتله وقال رضي الله عنه شعراً كان في آخره:

عبد الحجارة من سفاهة عقله٥ ... وعبدت رب محمد بصواب

ثم أقبل علي -رضي الله عنه- نحو رسول الله ووجهه يتهلل فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هلا استلبت درعه فليس للعرب درعاً خيراً منها.


١ أسن منك: أكبر منك.
٢ الدرقة هي الحجفة والجمع درق والدرق بالفتح الصلب من كل شيء. القاموس المحيط ٣/٣٣٠.
٣ فقدها: القذ الشق طولاً. المصدر السابق ١٠/٣٢٥.
٤ العجاج: الغبار والد خان أيضاً. مختار الصحاح ٤١٣.
٥ في بعض الروايات (رأيه) وكلاهما بمعنى.

<<  <   >  >>