للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم:

"أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى" ١.

واتحدت مع طبيعة الأصل والنشأة تلك الفطرة التي فطرها الله عليها، وتلك الاستعدادات التي أودعها الله فيهم، فهم من حيث علاقتهم بها في هذه الحياة من متع وزينة، إنما يصدرون عن حب لها وتطلع إليها.

قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} ٢.

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} ٣.

وهاتان الحقيقتان هما:

أ- وحدة الأصل: فالبشر جميعًا ينتسبون إلى أب واحد وأمٍّ واحدة، وإذا اختلفوا جنسًا ولونًا ووطنًا، فلا ينبغي أن يكون اختلافهم الذي


١ متفق عليه.
٢ آل عمران: "١٤".
٣ الشمس: "٧-١٠".

<<  <   >  >>