للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خامر على الخليفة لما وقع الوثوق إليه"١.

ويظهر للمتأمل أن هذا الدليل من علائم التهمة والمواطأة لا من دلائل البراءة والنزاهة، ولكن "ابن الطقطقي" لا يقف عند هذا الحد، بل يسوق رواية تفيد أنه ظل وفيّاَ للمستعصم إلى آخر لحظة، وأنه لم يلبِّ دعوة هولاكوا إلا تحت ضغط الخليفة! ٢.

وقد سبق بيان ما يكشف تهافت هذه الآراء والمرويات، ومع ذلك فقد تصدى الدكتور الصياد للرد على ابن الطقطقي ومما قاله: "إذا كان صاحب "الفخري" قد دافع بحرار عن موقف ابن العلقمي وسقى جاهدا لدفع تهمة الحيانة عنه، فما ذلك إلا لأنه شيعي مستنير حس بفداحة الجرم الذي أقدم عليه صاحبه إذ كان بتصرفه هذا عاملا هاما في ضياع دولة وذهاب شخصية لها مقام ديني كبير في نفوس المسلمين، خصوصا وأن هذا التحول الخطير قد تم على أيدي قوم من الكفرة، ثم أن النكبة لم تكن مقصورة على أهل السنة وحدهم بل كانت عامة شاملة قاسى منها أهل السنة وأهل الشيعة.."٣.


١ الفخري في الآداب السلطانية ص٢٩٥ عن د. الصياد: المغول في التاريخ ص٢٧٣.
٢ المصدر السابق، الصفحة نفسها.
٣ المغول في التاريخ ص٢٧٣، ٢٧٤.

<<  <   >  >>