عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن
ظاهر الحديث النهي عن رد السائل إذا سأل بالله، ويحتمل أن يكون المراد فيما لا مشقة على المسئول ولا ضرر، فيكون من باب مكارم الأخلاق ومعالي الشيم، وربما كان السائل محتاجا أو مضطرا فيجب أن يعطى ما سأله ويأثم المسئول في منعه، فيؤخذ من ماله أضعاف ما منع على وجه يكرهه، فباعتبار هذه الأمور ينبغي لمن أعطاه الله نعمة أن يؤدي حق الله فيها، ويعطي من سأله من فضول نعمة الله عليه خصوصا إذا سأل بالله تعالى فيكون إعطاؤه تعظيما لمن سأل به وهو الله تعالى.
قوله: " من استعاذ بالله فأعيذوه "تعظيما لله تعالى وتقربا إليه بذلك.
قوله: " ومن دعاكم فأجيبوه "هذا من حقوق المسلم على المسلم ومن أسباب الألفة وسلامة الصدر وإكرام الداعي.
قوله: " ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه "أي ينبغي المكافأة على المعروف وهو من مكارم الأخلاق، وفيه السلامة من البخل وما يذم به.