للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي (١) أنه كان يحضر مجلس الإمام سنة لا يتكلم حيث أراد أن يجرب نفسه أنه هل يقدر على العزلة؟ ثم تخلى للعبادة.

وأتاه (٢) الفضيل بن عياض يعوده فقال له: أقلل من زيارتنا فإني قليت الناس، فجاءه يوما ولم يفتح له الباب؛ فقعد فضيل يبكي في الخارج وداود في الداخل، فقال له: دلني على رجل أجلس إليه، قال: تلك ضالة لا توجد.

وقال له الحارث بن إدريس (٣): عظني، قال: عسكر الموتى، ينتظرونك.

وقال صدقة الزاهد (٤): خرج معنا في جنازة بالكوفة فقعد ناحية، فجلس الناس قريبا منه، فقال: من خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن أطال أمله ضعف عمله، وكل آت قريب، وكل أصحاب الدنيا من أصحاب القبور إنما يفرحون بما قدموا ويندمون على ما خلفوا، فما يندم عليه أصحاب القبور فأهل الدنيا فيه يتنافسون، وعليه عند الحكام يختصمون.

وعن محمد بن سويد الطائي (٥): رأيته يغدو ويروح إلى الإمام فلما تخلى للعبادة رأيت الإمام جاءه زائرا غير مرة.

وروى (٦) أنه في آخر أمره جعل ينقض سقوف داره ويبيع حتى بلغ البواري وصار حائط‍ داره قصيرا لو أن غلاما وثب منه لسقط‍ على الدار.

وعن (٧) محمد العبدي، قال له حماد بن الإمام: لقد رضيت من الدنيا


(١) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٩٠ - ١٩١.
(٢) م. ن: ٢/ ١٩٢.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٩٢.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٩٢.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١٩٥،٢/ ١٩٤.
(٦) م. ن:٢/ ١٩٥.
(٧) م. ن

<<  <  ج: ص:  >  >>