للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بَابُ التَّوَكُّلِ

٥٠ - وَعَمَلُ الْقَلْبِ هُوَ التَّوَكُّلُ … عَلَى الإِلَهِ الْحَقِّ يَا مَنْ يَعْقِلُ

التوكل على الله فريضة من الفرائض، وواجب من الواجبات، وإفراد الله - جل وعلا- به توحيد، والتوكل على غير الله شرك مخرج من الملة،

والتوكل: هو الاعتماد على الله- سبحانه وتعالى- في حصول المطلوب، ودفع المكروه، مع الثقة به، وفعل الأسباب المأذون فيها. فلا بد حينئذ من أمرين:

الأول: أن يكون الاعتماد على الله اعتمادا صادقا حقيقيا.

الثاني: فعل الأسباب المأذون فيها.

ومن هذا التعريف فإن حقيقة التوكل على الله - جل جلاله-: تجمع بين تفويض الأمر إلى الله- جل وعلا-، وفعل الأسباب. وذلك أنه يجب على المتوكل: أن يعلم أن هذا الملكوت إنما هو بيد الله- جل وعلا- يصرفه كيف يشاء، فيفوض الأمر إليه، ويلتجئ بقلبه في تحقيق مطلوبه وفي الهرب مما يسوءه، يلتجئ في ذلك ويعتصم بالله - جل جلاله- وحده، فينزل حاجته بالله ويفوض أمره إلى الله، ثم يعمل السبب الذي أمر الله به " فترك فعل الأسباب ينافي حقيقة التوكل الشرعية، كما أن الاعتماد على السبب وترك تفويض الأمر إلى الله- جل وعلا- ينافي حقيقة التوكل الشرعية،

والتوكل- كما قال الإمام أحمد -: عمل القلب، فالتوكل عبادة قلبية محضة؛ ولهذا كان إفراد الله- جل وعلا- بها واجبا، وكان صرفها لغير الله - جل وعلا- شركا.

والتوكل على الله شرط في صحة الإسلام، وشرط في صحة الإيمان

<<  <   >  >>