للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الْعِبَادَةِ". وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} .

ــ

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ١, فسمى الدعاء عبادة في قوله: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ} يعني عن دعائي. فالدعاء هو أن يضرع إلى الله يدعوه, ويسأله النجاة, ويسأله الرزق, كل هذا عبادة, فإذا صرفها للصنم أو للشجر أو للحجر أو لميت, صار مشركا بالله عز وجل فيجب الحذر من الشرك كله, دقيقه وجليله, وأن تكون العبادة لله وحده, لكن دعاء الحي الحاضر القادر, والاستعانة به في الشيء المقدور عليه, لا بأس به ولا يعتبر داخلا في الشرك فلو قلت لأخيك الحاضر يا عبد الله أعني على قطع هذه الشجرة أو على حفر هذه البئر فلا بأس بذلك كما قال سبحانه في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} ٢ الآية.

استغاثة الإسرائيلي على القطبي؛ لأن موسى قادر على إغاثته. يتكلم ويسمع. أما إذا اعتمد على المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله حاضراً أو غائباً أو ميتا, واعتقد أنه ينفع من دعاه أو يضر لا بالأسباب الحسية من الشرك بالله. كما قال تعالى عنهم أنهم قالوا:


حيث فال: أخرجه أصحاب السنن بسند جيد.
١ سورة غافر , آية: ٦٠.
٢ سورة القصص , آية: ١٥.

<<  <   >  >>