للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأما السنة فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم١، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي" ٢. فلا "ريب أنه لا يجوز سب أحد من الصحابة"٣، وأن "من لعن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ونحوهما، ومن هو أفضل من هؤلاء كطلحة، والزبير، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر الصديق، وعمر، وعائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين"٤، فإن "قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي" خطاب لكل أحد أن يسب من انفرد عنه بصحبته عليه الصلاة والسلام"٥. وإن كان سبب الحديث سب خالد بن الوليد رضي الله عنه عبد الرحمن بن عوف، فإن "من لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه قط كنسبة خالد إلى السابقين وأبعد"٦، وذلك أن "سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول، مؤمنين به، مجاهدين معه، إيمان، ويقين لم يشركهم فيه من بعدهم"٧. ومما يؤيد هذا أن "الصحبة اسم جنس تقع على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً أو كثيراً، لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك، فمن صحب سنة أو شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه مؤمناً، فله من الصحبة بقدر ذلك"٨.


١ انظر: الصارم المسلول (ص: ٥٠٨) .
٢ تقدم تخريجه (ص: ١٧٨) .
٣ منهاج السنة النبوية (٤/٤٦٨) .
٤ الفتاوى الكبرى (٣/٤٤٦) ، مجموع الفتاوى (٣٥/٥٨) .
٥ الصارم المسلول (ص: ٥١٠) .
٦ المصدر السابق (ص: ٥٠٩) .
٧ منهاج السنة النبوية (٦/٢٢٣) .
٨ مجموع الفتاوى (٤/٤٦٤) ، وانظر: الصارم المسلول (ص: ٥٠٩) .

<<  <   >  >>