للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأن الخطاب بذلك هو لمن دخل في الإيمان، وإن لم يستكمله فإنه إنما خوطب ليفعل تمام الإيمان"١.

وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله – تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: ٢] . وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" ٢. ونقول: هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، فلا يعطى الاسم المطلق، ولا يسلب مطلق الاسم بكبيرته.

وبيان هذا أن صاحب الكبيرة كالزاني، والسارق، وشارب الخمر، ونحوهم لا يدخلون في اسم الإيمان المطلق، وذلك "لأن الإيمان المطلق هو الذي يستحق صاحبه الثواب، ودخول الجنة، وهؤلاء ليسوا من أهله"٣، ولأن "حكم اسم الإيمان إذا أطلق في كلام الله ورسوله، فإنه يتناول فعل الواجبات، وترك المحرمات"٤، وقد دل القرآن "على أن الإيمان المطلق مستلزم للأعمال"٥. فالمؤمن "المطلق في باب الوعد


١ مجموع الفتاوى (٧/٢٤٠) ، وانظر: (٧/٢٥٨) .
٢ رواه البخاري (٢٤٧٥) ، ومسلم (٥٧) .
٣ مجموع الفتاوى (٧/٢٤٠) ، وانظر: (٧/٢٥٨) .
٤ المصدر السابق (٧/٤٢) ، وانظر: (٧/٤١٧) .
٥ المصدر السابق (٧/١٦٠) .

<<  <   >  >>