للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"أنه يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" ١، وإخراجه من النار من يخرج بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن يشفع له من أهل الكبائر من أمته، وهذه أحاديث كثيرة مستفيضة متواترة عند أهل العلم بالحديث"٢.

و"الخوارج والمعتزلة يقولون: صاحب الكبائر الذي لم يتب منها مخلد في النار ليس معه شيء من الإيمان، ثم الخوارج تقول: هو كافر، والمعتزلة توافقهم على الحكم لا على الاسم"٣، فإنهم "نازعوا غيرهم في الاسم"٤.

بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ} [النساء: ٩٢] .

وبيان ذلك أن المراد في الآية "من أظهر الإسلام، فإن الإيمان الذي علقت به أحكام الدنيا هو الإيمان الظاهر، وهو الإسلام، فالمسمى واحد في الأحكام الظاهرة، ولهذا لما ذكر الأثرم لأحمد احتجاج المرجئة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعتقها، فإنها مؤمنة" ٥، أجابه بأن المراد حكمها في الدنيا حكم المؤمنة، لم يرد أنها مؤمنة عند الله تستحق دخول الجنة بلا نار إذا لقيته بمجرد هذا الإقرار"٦، والفاسق يتناوله اسم الإيمان "فيما أمر الله به، ورسوله؛ لأن ذلك إيجاب عليه، وتحريم عليه، وهو لازم له كما يلزمه غيره"٧، والفاسق يدخل "في الخطاب بالإيمان؛


١ تقدم تخريجه.
٢ منهاج السنة النبوية (٥/٢٩٤ – ٢٩٥) ، وانظر: (٤/٥٧٠) ، مجموع الفتاوى (٧/٢٢٢، ٦٧٩) .
٣ المصدر السابق (٥/٢٨٤) ، وانظر: مجموع الفتاوى (٧/٢٤٢) ، (١٠/٣٢١) .
٤ النبوات: (ص: ٢٠٠) .
٥ رواه مسلم (٥٣٧) .
٦ مجموع الفتاوى (٧/٤١٦) .
٧ المصدر السابق (٧/٢٤١) .

<<  <   >  >>