أستاذ مشارك – قسم العقيدة – كلية الدعوة وأصول الدين – الجامعة الإسلامية
[ملخص البحث]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن بحث "دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام يكشف عن اضطراب النصارى في هذه الدعوى كسائر تقريراتهم الدينية فقد كانوا بعد رفع المسيح عليه السلام على أمل في مجيئه ودعوته قريبا.
وكثر كلامهم في هذا الموضوع حتى ظن بولس أن المسيح سيعود وهو حي وأنه سيرتفع معه إلى السماء ولا زال هذا هاجسا لهم إلى أن ارتقع الاضطهاد عنهم فزالت عنهم حالة الترقب التي يقويها في الغالب الخوف والضعف فأعرض الجمهور الأعظم منهم عن هذه الدعوى وزعموا أن مجيئه إنما يكون للقيامة وخالفهم في ذلك طوائف أخرى جعلوا جل نشاطهم في إظهار ذلك الأمر وادعوا أن المسيح سيعود قريبا ويقيم حكما لمدة ألف سنة على الأرض بعدها تكون القيامة بعد أن يقضى على الدجال ويأجوج ومأجوج والشيطان.
وبدراسة أقوالهم يتبين أن النصارى ينطلقون في دعاويهم من أمرين:
أولا: نصوص ليست ثابتة في أصلها وليست واضحة في مدلولها بل ربما تكونألغازا مستغلقة لا يمكن فك رموزها إلابضرب من التخمين.
ثانيا: فهوم خاصة تنبع من الأهواء المستحكمة.
وقد قمت في هذه الدراسة بتفصيل هذا كله ليكون المسلم أكثر حمدا وشكرا لله تعالى بما أنعم على المسلمين من الهداية إلى دينه القويم وصراطه المستقيم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.