للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدجال من يهود أصبهان١ سبعون ألفاً عليهم الطيالسه٢" كما أن قتله يكون بين اليهود في فلسطين بباب لد٣.

فهذا فيه دلالة واضحة على أن المسيح الدجال هو الزعيم والملك الذي ينتظره اليهود بفارغ الصبر.

وإن من عجيب قدر الله جل وعلا أن اليهود كانوا قبل مجيء المسيح عيسى عليه السلام ينتظرون مسيحاً إلا أن أمالهم كانت متعلقه بشخصية محاربه يملكون بها الدنيا، ويعيدون لأنفسهم بها ماسلف من مجدهم وما اندثرمن عزهم بسبب كفرهم، ويرفعون عن أنفسهم تسلط الرومان، الذين كانوا متسلطين عليهم في ذلك الزمان، فلما جاءهم المسيح عيسى بن مريم عليه السلام نبياً كريماً ذا خصال حميدة وخلال كريمة يدعو إلى التوبة والإيمان والتقوى والإحسان والعفو عن الظالم والصبر على البلاء، نفروا منه نفوراً شديداً، وكرهوه وكرهو دعوته عليه الصلاة والسلام، فسعوا بناءاً على ذلك إلى قتله تخلصاً منه حيث خيب آمالهم في تملك الدنيا وإخراجهم من الذل الذي كانوا فيه، إلا أن الله سبحانه بكريم فضله وعظيم إنعامه انقذ عبده ورسوله منهم وأنجاه ورفعه إليه، وحاق بالذين حاولوا قتله البلاء العظيم، فبعده بمدة وجيزه حل باليهود عذاب أليم وبلاء شديد تشتتوا بسببه في أنحاء الارض شذر مذر٤.


١ مدينة عظيمة من بلاد فارس ويقطن بها كثير من اليهود انظر معجم البلدان ١/٢٠٦.
٢ صحيح مسلم (٤/٢٢٦٦) .
٣ قرية قرب بيت المقدس في فلسطين. معجم البلدان (٥/١٥) .
٤ وذلك في تدمير القائد الروماني تيطس لهم عام ٧٠م وكذلك القضاء النهائي عليهم وطردهم من فلسطين زمن الحاكم الروماني أدريانوس سنة ١٣٥م أنظر تاريخ بني إسرائيل محمد عزه دروزه ص ٣٨١.

<<  <   >  >>