هذه الدعوة وحمايتها ومناصرتها بالنفس والنفيس وباللسان والسنان فلهذه الدعوة السلفية أفضال على أجيالنا المعاصرة، وعلى التاريخ العربي الحديث كافة وعلى كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، قد عانى لهما لقاء ما قاما به من الأعمال الجسام بإنارة الطريق بمشاعل الإسلام الصحيح في الحياة.
والله أسأل أن يحشرهما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولقد طلب منى أستاذنا وشيخنا ووالدنا صاحب الفضيلة والسماحة الشيح عبد العزيز ابن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد أن أقوم بتأليف كتاب عن الإمام المصلح شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن يكون كتاباً مختصراً ومفيداً إن شاء الله تعالى، وذلك بمنزله بحيّ البديعة بالرياض، ولقد قال سماحته: إني أريد منك أن تؤلف كتاباً آخر مختصراً حيث إن كتابك الأول الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التاريخ الجزء الأول والثاني مطول جداً، فبحوثه ومواضيعه كثيرة ومتشعبة والقارئ في هذا الوقت لا يقبل إلا على الكتب الصغيرة والمختصرة، وكتابك الأول لن يقرأه إلا الباحثون والمتخصصون، وهم قلة بالنسبة والمقارنة بالقارئ العادي.