وأخبر الله تعالى موسى أنه أُعِدّ وصُنِع وعَينُ الله ترعاه منذ أن وُلد، وأُلقيَ به في النهر، قال تعالى:{ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}(طه:٤٠، ٤١).
وتحدَّث القرآن الكريم عن يحيى -عليه السلام- وعن اصطفائه واختياره وهو مازال غلاماً، فقال:{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً * وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً}(مريم:١٢، ١٣).
وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}(الطور:٤٨، ٤٩).
وعن عِصمته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحِفْظه إيّاه، قال تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}(المائدة:٦٧)، أي: يا محمد، بلِّغْ أنت رسالتي، وأنا حافِظك وناصرك ومؤيِّدك على أعدائك؛ فلا تَخفْ ولا تَحزنْ! فلن يَصل أحدٌ منهم إليك يسوؤك بشيء.
وقد وقعت وقائع عديدة للنَّيل منه -صلى الله عليه وسلم-، وجَرتْ محاولات لقَتْله أكثر من مَرةٍ، ولكن الله حَفظه، قال تعالى:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}(الشعراء:٢١٧ - ٢١٩).
وبجانب الاصطفاء والانتقاء والرعاية، فقد رَفع الله قَدْر الأنبياء والمرسلين وأعْلَى مكانَتَهم، قال تعالى لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشَّرح:٤).
وقد أوجب الله لرُسله وأنبيائه صفاتِ الكَمال، كالصِّدق، والأمانة، والتبليغ، والفَطانة، وسائر الأخلاق الفاضلة. وحرَّم عليهم الرذائل، والنقائص التي تُخِلّ بالرسالة وتتنافى مع النبوة، مثل: الكَذب، والخِيانة، والكِتمان، والغَفلة.