ويُحبّ أن يُحمَد؟ فقال عُبادة: ليس له شيء. إن الله تعالى يقول:"أنا خير شريك؛ فمَن كان له معي شريك فهو له؛ ولا حاجة لي فيه"، تفسير ابن كثير.
وقد ذكر الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "الإحياء": الأمور التي تنقض إخلاص الدّعاة إلى الله، وتُبطل أعمالهم فقال:
"الرياء بالقول، وهو: رياء أهل الدِّين بالوعظ والتّذكير، والنّطق بالحِكمة، وحفْظ الأخبار والآثار لأجْل الاستعمال في المحاورة وإظهاراً لغزارة العلْم، ودلالةً على شدّة العناية بأحوال السّلَف والصالحين، وتحريك الشّفَتيْن بالذِّكر في محضر النّاس، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بمشهد الخلْق، وإظهار الغضَب للمنكَرات، وإظهار الأسف على مقارفة الناس للمعاصي، وتضعيف الصّوت في الكلام، وترقيق الصّوت بقراءة القرآن لِيدلّ بذلك على الخوف والحزن، وادّعاء حفْظ الحديث ولقاء الشيوخ، والمجادلة على قصْد إفحام الخصم ليُظهر للناس قوّته في علْم الدين".
وهكذا كلّ عمل لا يُقصد به وجْهُ الله، وينتفي منه الإخلاصُ وصدْقُ النِّية، فإنّه يكون هباءً منثوراً؛ قال تعالى:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً}(الفرقان:٢٣)، لأن هذه الأعمال فقدَتْ الشرط الشرعي وهو: الإخلاص، وسلامة النّية، وصحة قصْد وجه الله بتلك الأعمال.
ممّا سبق، يتّضح: أن الإخلاص هو: روح الدِّين، وجوهر العبادة، وأساس قبول الأعمال، وأن الدّعاة إلى الله يجب عليهم أن يتجمّلوا بخُلُق الإخلاص في القول والعمل، وأن يتّجهوا بوعْظهم وإرشادهم في الإخلاص لله -تبارك وتعالى-، وأن يبتعدوا عن كلّ مظاهر الشّرك والرياء والنفاق، وأن يجعلوا الإخلاص يتحقّق على النحو التالي: