٤ - أجهزة الإعلام ودوْرها الترفيهي والعبَثي الذي كاد يُنسي الناس دِينَهم، هذا بجانب التّوجّه العامّ نحو التّرف والتّمتّع بلذائذ الحياة وشهواتها، حتى أصبح شاغل الجمّ الغفير من المسلمين هو الحصول على شهوتَي الأكل والجنس. وأصبح هذا التوجيه الخطير يأخذ جانباً كبيراً من حياة المسلمين، وجزءاً ضخماً بين مواردهم المالية؛ فلم يعد لديهم الوقت للجلوس إلى كتاب من كُتب الدِّين أو تدبّر آية من كتاب الله، أو حديث من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. إلى غير ذلك من الأسباب والعوامل التي عملت على تفشّي الجهل الدِّيني، ممّا ساعد على ارتكاب المعاصي.
لذا، يجب على الدّعاة قبل أن يَقسوا في الموعظة، ويعنّفوا المقصِّرين، ويحملوا بغلظة على العاصين: أن يبدؤوا بالتعليم، وتبصير الناس بأحكام الشرع، وبالعقوبات في الدنيا والجزاء الأليم في الآخرة، لِمن قصّر وأهمل أو عاند واستكبر. ويتمّ ذلك على مستوى اللقاء الفردي، بحيث يتّجه الدّاعي إلى الفرد الذي يرى فيه عدم التّقيّد بالدِّين والتغافل عن أداء العبادات، بالتقرب إليه والتّعرّف عليه. ثم يعلّمه في لين ورفْق، وصبر وأناة. يُبيِّن له عظم ثواب الطاعة وآثارها في الدنيا والآخرة، ويكشف له عن خطر المعصية، وجزاءها الأليم، وعواقبها في الدنيا والآخرة. وعليه أن يقتفي أثر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دعوته إلى الناس أفراداً وجماعات، بالرسائل أو بالكتب.
ويكون التعريف والتعليم على مستوى جماعة المسلمين، من خلال خُطب الجمعة أو الدروس في المساجد.
وهناك ميدان كبير يغفل عنه الدّعاة ولا يلتفتون لأهمِّيّته، وهي أماكن تجمّع الشباب في الأندية الرياضية، والمنتديات الثقافية، والتّجمّعات العُمّالية في