المطمور، لكي نُقدِّر نصيبَه من الصواب والخطأ وفقًا للمعيار المنطقي الصوري العتيد: صدق المقدمات وصواب الاستدلال.
• هل يمكن اعتبار مغالطة الاحتكام إلى السلطة جزءًا من مغالطة المنشأ؟
- التداخل واردٌ جدًّا في حالات كثيرة، قد يكون الاحتكام إلى سلطة احتكامًا إلى مصدرٍ أُجِلُّه وأحبه وأثق فيه، والعكس أيضًا قد يصح في أحوال كثيرة، فقد أعتبر مصدر الفكرة سلطة قيِّمةً على الأمر المعنيِّ وأبصر مني بأصوله وفروعه.
• متى يمكن اعتبار مناشدة الشفقة جزءًا من الحجة وليس مغالطة منطقية؟
- حين يكون انفعالُ العطف هو نفسه موضوع الحجة، أو حين يكون سببًا ذا صلة بقبول النتيجة: هذا طالبٌ أصيب وهو في طريقه للامتحان إصابةً بليغة، إن من حقه «إذن» أن يُمتحَن لاحقًا وأن يُحتفَظ له بالتقدير، بل أن أُيَسِّر عليه بعض التيسير ما دمت مقتنعًا بمُصابه مقدِّرًا لظروفه مدرِكًا لأثر الإصابة على استعداده وعلى أدائه.
• ما هو الخط الفاصل بين استقراء الواقع والخروج من ذلك بنتائج والوقوع في مغالطة المنحدر الزلق؟
- توجيه الاتهام بمغالطة «المنحدَر الزلق» يستلزم أولًا استقراء الواقع بيقظةٍ ودقة، والتيقن من أن الكوارث المتوقعة بعيدةُ الاحتمال، وأن من الممكن التوقف ببساطة عند نقطةٍ ما على ذلك المنحدر. إذا كان استقراء الواقع يُنبئ فعلًا بحدوث العواقب المذكورة في الحجة فلا مغالطة في الأمر، أما إذا كانت سلسلة الأحداث المنتهية بكارثة هي مجرد مبالغة وتنطُّع ووسواس لا وجود له إلا في عقل صاحبه فهي مغالطة «المنحدر الزلق» أو «أنف الجَمَل»، الخط هنا خط تقديري يتوقف على الحالة المذكورة.
• كيف يمكن الحيد بأفراد المجتمع عن الوقوع في المغالطات المنطقية؟ وهل ترى كيفية معينة من خلالها يمكن التوعية بمبادئ المنطق غير الصوري؟
- دراسة المغالطات المنطقية ينبغي أن تكون جزءًا من التعليم الأساسي، وجزءًا من برامجنا الثقافية، وحتى الترفيهية، على جميع الوسائط؛ وينبغي أن نجندَ لها كل المرافق التربوية وكل المنابر الإعلامية. الفراغُ الفلسفي والمنطقي هو أفتَكُ ضروبِ الفراغ؛ لأن الدماغ البشري يبغض الفراغ، ويبحث عما يملؤه، وفي غياب المناخ التنويري الصحي فإن «الخرافة» هي أسرع ما يملأ هذا الفراغ، العقولُ الفارغةُ الكسولة الموقوفة النمو، ربيبة عقودِ الفساد والتجهيل المنظم، تستمرئُ الخرافة وتستزيدها؛ لأنها تقدِّم لها أجوبةً سهلةً على الأسئلة الصعبة، ولا تُجشِّمها جهدًا يُذكر لاستيعاب هذه الأجوبة، ها هو