للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو عمرو١ يفرِّق فيحذف في " عُطَيّ " ونحوه مِمَّا الياء الأولى والثانية فيه زائدتان ولا يحذف في " أُحَيٍّ " ونحوه٢؛ لأنَّ الياء الثانية فيه موضع العين مع الإجماع على اغتفار ذلك في الفعل كـ " أُحيي " مضارع " حَيَّيْتُ "، وفي الاسم الجاري عليه كـ "الْمُحْيّ "و" التّزَيّ"٣ مصدر تَزَيَّا بالشيء. وإنَّما اغتفر ذلك في الفعل من أجل أنَّه عرضة لحذف آخره بالجزم ثُمَّ حُمِلَ عليه اسم الفاعل والمصدر.

فصل

لو بني مثل " جَيِّد " من " قُوَّة " وجب على قول سيبويه أن يكون " قَيّا "، وعلى قول أبي عمرو أن يكو " قَيّيا "، وأصله: " قيوى"، فقلبت الواو، وأدغم فيها الياء فصار " قَيِيَّا " فيحذف الثالثة سيبويه؛ لأنَّها كالمحذوفة من " عُطيٍّ " في كونها ثالثةً تاليةً مكسورة، مدغماً فيها أخرى. ولا يحذفها أبو عمرو؛ لأنَّ التي وليتها غير زائدة، فأشبهت آخر " مُحيٍّ " و " تَزَيٍّ "٤.


١ هو: أبو عمرو بن العلاء، اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولاً أشهرها:" زبان "، هو أحد القُرَّاء السبعة، وأحد أئمة أهل البصرة في اللغة والنحو، توفي رحمه الله سنة ١٥٤، وقيل ١٥٩ هـ. تنظر ترجمته في أخبار النحويين البصريين ص ٢٨، ومراتب النحويين ص ٣٢، ٤٢، وطبقات الزبيدي ص ٢٨، وبغية الوعاة ٢/٢٣١، ونشأة النحو ص ٦١.
٢ تنظر المراجع السابقة في الحاشية ٢.
٣ ينظر الكتاب ٤/٣٩٥ وما بعدها، وشرح الشافية للرضي ٢/٤٥ وما بعدها، والمساعد ٤/١٤٨، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص ١٤٧.
٤ تنظر المراجع السابقة في حاشية ١٤٨.

<<  <   >  >>