للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرى في غير فعلٍ أو اسم جارٍ عليه " ١.

كقولك في تصغير "عطاء ": "عُطَيٍّ"، وفي تصغير " إدَاوَة "٢: " أُدَيّة "٣، الأصل فيه " عُطَيّيٍّ " و" أُودَيِّيَة " بثلاث ياءات، الأولى للتصغير، والثانية بدل من الألف، والثالثة بدل من لام الكلمة، فاستثقل / ١٢-أتوالي ثلاث ياءات مع كسر المتوسطة منهن فحذفت " الأخيرة "٤ تخفيفاً، وكانت بالحذف أولى؛ لتطرفها لفظاً في " عُطَيٍّ " وتقديراً في " أُدَيَّة "٥، واشترط كسر المتوسطة؛ لأنَّها لو فتحت انقلبت الثالثة ألفاً، ولو سكنت جرت الثالثة مجرى الصحيح، ولا فرق عند سيبويه بين زيادة الثانية كما هي في تصغير " عطاء "، وعدم زيادتها كما هي في تصغير "أحْوَى" ٦؛ لاستواء اللفظين في الثقل لو جاءا تامَّين، فتقول في تصغير أحْوَى: " أٌحَيُّ " غير مصروف، والأصل: " أُحَيْوِيُّ " فقلبت الواو وأدغم فيها ياء التصغير، فصار " أُحَييِّ "، فاجتمع فيه ما اجتمع في " عُطَيّيّ " قبل أن يخفف بالحذف فألحق به٧.


١ الاسم الجاري عليه هو اسم افاعل والمفعول والمصدر نحو: مُحْي، والتزي. ينظر المساعد ٤/١٤٨، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص ١٤٧، والتسهيل ص ٣٠٧
٢ الإداوة: إناء من الجلد يتخذ لحمل الماء. اللسان أدو.
٣ ينظر الكتاب ٣/٤٧١، والمساعد ٤/١٤٧-١٤٨.
٤ في ب: " الآخرة ".
٥ لأنَّ التاء في تقدير الانفصال.
٦ الأحوى هو الأسود سواداً يضرب إلى الخضرة، وقيل الأحمر حمرة تضرب إلى السواد. اللسان حوَّ.
٧ تنظر الآراء في تصغير " أحوى " في الكتاب ٣/٤٧١-٤٧٢، والنكت في تفسير كتاب سيبويه ٢/٩٤٠-٩٤١، وشرح الشافية للرضي ١/٢٣٢.

<<  <   >  >>