مثاله بثلاثة، قوله: لقد عَجبْتُ لقوم أسلموا بعد عزهم ... إمامَهمو للمنكرات وللغَدْر فأول الموزون في البيت كلمة عجبت، وهي على وزن فعول، ولفظ "لقد" زائد قبل ذلك. ومثاله بأربعة أحرف قوله: اشُدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيكا فأول الموزون في البيت كلمة: حيازيم، على وزن مفاعيل، وكلمة: اشدد، قبلها زائدة. ومثال الخزم في العجز بحرف قوله: كلما رابك منّي رائب ... ويعلم الجاهل مني ما علم فأول الموزون من الشطر الثاني: يعلم الجا، ووزنه فاعلاتن، والواو زائدة، ومثاله بحرفين قوله طرفة: هل تذكرون إذ نقاتلُكُم ... إذ لا يضير معدما عدمه فهذا البيت خُزِم مرتين في أول صدره لفظ هل، وأول الموزون منه: تذكرون، ووزنها فاعلات، وخزم أيضًا في أول العجز بإذ، وأول الموزون منه لا يضير ووزنها فاعلات. ومن هذه العلل أيضًا: الخرم، بالراء وهو اسم يطلق بالمعنى العام على إسقاط أول الوتد المجموع في أول شطر من البيت وتختلف أسماؤه بحسب موقعه، ولا يكون إلا في التفاعيل المبدوءة بوتد مجموع وهي: فعولن، مفاعيلن، مفاعلتن، وقد يقع فيها وحده أو يجتمع مع علة أخرى. ففي فعولن: أ- إن دخل وحده فصارت عُولن وحولت إلى فعلن فهو خرم أو ثلم. ب- وإن دخلها مع القبض فصارت عول وحولت إلى فعل فهو ثرم والجزء أثرم. وفي مفاعيلن له ثلاث صور: أ- إن دخلها وحده فصارت فاعلين وتحول إلى مفعولن فهو خرم فحسب. ب- وإن دخلها مع القبض فصارت فاعلن فهو شَتْر، والجزء إذ ذاك أشتر. ج- وإن دخلها مع الكف فصارت فاعيل وتحول إلى مفعول فهو خَرْب، والجزء إذ ذاك أخرب. وفي مفاعلتن له أربع صور: أ- إن دخلها وحده فصارت فاعلتن وتحول إلى مفتعلن فهو عضب. والجزء إذ ذاك أعضب "ويلاحظ هنا أنه سُمّي باسم آخر غير الخرم مع سلامة الجزء من غيره". ب- وإن دخلها مع العضب فصارت فاعلتن وتحول إلى مفعولن فهو قصم والجزء أقصم. ج- وإن دخلها مع العقل فصارت فاعتن وتحول إلى فاعلن فهو جَمٌّ، والجزء إذ ذاك أجمّ. د- وإن دخلها مع النقص "وهو حذف السابع مع إسكان الخامس" فصارت فاعلْت وتحول إلى مفعول، فو عقص والجزء إذ ذاك أعقص.