بأنهم بعد أن نجوا وأغرق الله فرعون وقومه ذهب موسى لميقات ربه ليتلقى عنه التوراة. . فعبد بنو إسرائيل العجل. وعندما عاد موسى بالتوراة وبالألواح. . وجدوا في تعاليمها مشقة عليهم. . وقالوا نحن لا نطيق هذا التكليف وفكروا ألا يلتزموا به وألا يقبلوه.
التكليف هو من مكلف هو الله سبحانه وتعالى. . وهم يقولون إن الله كلفهم ما لا يطيقون. . مع أن الله جل جلاله لا يكلف نفسا إلا وسعها. . هذا هو المبدأ الإيماني الذي وضعه الحق جل جلاله. . يظن بعض الناس أن معنى الآية الكريمة:{لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]
يظنون أننا نضع أنفسنا حكما على تكليف الله. . فإن كنا نعتقد أننا نقدر على هذا التكليف نقل هو من الله وإن كنا نعتقد أننا لا نقدر عليه بحكمنا نحن. . نقل الله لم يكلفنا بهذا لأنه فوق طاقتنا. . ولكن الحكم الصحيح هل كلفك الله بهذا الأمر أو لم يكلفك؟ إن كان الله قد كلفك فهو عليم بأن ذلك في وسعك؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
. ونحن نسمع الآن صيحات تقول أن العصر لم يعد يحتمل. . وإن ظروف الدنيا وسرعة الحركة فيها وسرعة الأحداث هي تبرير أنه ليس في وسعنا أن نؤدي بعض التكاليف. . ربما كان هذا التكليف في الوسع في الماضي عندما كانت الحياة بسيطة وحركتها بطيئة ومشكلاتها محدودة.
نقول لمن يردّد هذا الكلام: إن الذي كلفك قديما هو الله سبحانه وتعالى. إنه يعلم أن في وسعك أن تؤدي التكليف وقت نزوله. . وبعد آلاف السنين من نزوله وحتى قيام الساعة. . والدليل على ذلك أن هناك من يقوم بالتكليف ويتطوع بأكثر منه ليدخل في باب الإحسان؛ فهناك من يصلي الفروض وهي التكليف. . وهناك من يزيد عليها السنن. . وهناك من يقوم الليل. . فيظل يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالتطوع من جنس ما فرض. . وهناك من يصوم رمضان ومن يتطوع ويصوم أوائل الشهور العربية. . أو كل اثنين وخميس على