للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهذا السند فلا نعلمه ثابتًا، وإِن كان له مستند آخر فما هو؟ وإِن أراد كلمة أخرى فما هي؟ وقد ارتاب الذَّهَبِي في الحكاية".

* وقال ابن عَدِي في "الكامل": "سمعت عَبْدان (١) يقول: سمعت أبا داود السِّجِسْتاني يقول: ومن البلاء أَن عَبْد الله يطلب القضاء".

قال السُّيْوطِي في "طَبَقَاته": "قول أبي داود هذا ليس بكلام فيه؛ بل تواضع".

وقال العلامة المعلمي في "التنكيل": "كان أبو داود على طريقة كبار الأئمة من التباعد عن ولاية القضاء، فلما طلبه ابنه كره ذلك".

قال ابن عَدِي: "سمعت مُوْسى بن القاسم بن مُوْسى بن الحَسَن بن مُوْسى الأشيب يقول: حدثني أبو بَكْر، قال: سمعت إِبْراهِيم الأَصْبَهاني يقول: أبو بَكْر بن أبي داود كذاب".

قال العلامة المعلمي في "التنكيل": أبو بَكْر شيخ الأَشْيَب يحتمل أَن يكون هو ابن أبي الدنيا؛ لأنَّه ممن يروي عن إِبْراهِيم، وممن يروي عنه الأَشْيَب، ويحتمل أَن يكون غيره؛ لأن أصحاب هذه الكنية في ذاك العصر ببَغْداد كَثِيْرون، ولم يشتهر ابن أبي الدنيا بهذه الكنية، بحيث إِذا ذكرت وحدها في تلك الطبقة ظهر أنه المراد، فعلى هذا لا يتبين ثبوت هذه الكلمة عن ابن الأَصْبَهاني (٢)، وابن أبي داود كان سنه عند وفاة الأَصْبَهاني سنة ٢٦٦ فوق الثلاثين، فلم يكن قد تصدى للرواية في زمانه، … ، بلى كان يُذاكِر، وربما يتعرض لأكابر الحفاظ يذاكرهم فيتفق أَن يكون عنده حديث ليس عندهم، فتعجبه نفسه، فيتكلم بما يعد جرأة منه وسوء أدب؛


(١) هو الأهوازي: عبد الله بن أحمد بن موسى تقدمة ترجمته، وأنه ثقة حافظ مُصَنّف، فالإِسناد إِذا صحيح.
(٢) أقول: الصواب ثبوت هذه الحكاية عن ابن الأَصْبَهاني، وأن قوله: "حدثني أبو بَكْر"، صوابه: "حدثني أبي"، كما سيأتي بيان ذلك في ترجمة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان الباغَنْدي، والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>