لى يفرق بَين هَذَا وَغَيره أَن مَعَ هَذَا الدق غشياً وَسُوء المزاج والأورام والجراحات إِذا حدثت فِي الْقلب تقتل سَرِيعا عَاجلا فَلَا يحْتَاج إِلَى الْكَلَام فِيهَا فَأَما الْجِرَاحَات فَإِنَّهَا تنزف أبدا حَتَّى يَمُوت وخاصة إِن وَقعت فِي التجويف الْأَيْسَر فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد نفع قوما كثيرا الفصد وَلم يعاود بَعضهم وعاود بَعضهم وَمن تدبر بعد ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ الملطف لم يعاوده وَمن عاوده عاود الفصد فبرئ أَيْضا وَكَانَ رجل يُصِيبهُ الاختلاج فِي كل سنة فيداويه بالفصد فيسكن فَدَعَاهُ ذَلِك إِلَى أَن قدم الفصد قبل الْعلَّة وألطف تَدْبيره فَكَانَ لَا يَنُوب عَلَيْهِ إِلَّا أَن هَذَا أَيْضا لم يبلغ الشيخوخة وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب أمراض الْقلب الَّذين يموتون بحمى حرارة وغشى أَو يغشى من غير حمى.
الطَّبَرِيّ: مَا يحدث فِي الْقلب من الأورام الحارة وَنَحْوهَا من فَسَاد المزاج من الْحَار والبارد فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا بالغشى الشَّديد المتدارك وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن لَا لعِلَّة مَعْرُوفَة وينفع هَؤُلَاءِ الرياضة وَالْحمام وَالتَّدْبِير اللَّطِيف وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن وينفع هَؤُلَاءِ مَا ذكرنَا وَأما سوء المزاج إِذا كَانَ)
يَابسا إِذا كَانَ بِالْقَلْبِ أَنْهَك الْجِسْم ويسل وَيُدبر صَاحبه بتدبير أَصْحَاب الدق وَأما سوء المزاج الْبَارِد إِذا كَانَ مفرطاً فَإِن النبض يضعف ويسترخي وينفع هَؤُلَاءِ دَوَاء الْمسك والشليثا والثبادريطوس وَأما سوء المزاج الْحَار فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وَإِن كَانَ قَلِيلا فليدبر تَدْبِير أَصْحَاب الدق. وَأما الخفقان فينفع مِنْهُ فصد الباسليق والحجامة على الْكَاهِل وجوارش النارمسك وَأكل البادرنجويه وينفع إِذا كَانَ مَعَ حرارة رائب الْبَقر الحامض يشرب مَعَ دِرْهَم كزبرة يابسة ودانقى ورد وَمثله من الطباشير ودانق مصطكى والترياق الْأَكْبَر نَافِع لمزاج الْقلب الْبَارِد. قَالَ: اللُّؤْلُؤ قَالَ: أَبُو بكر أَكثر مَا يحدث الْفجأَة الوحى من خراجات وأورام تحدث فِي الْقلب ويستدل على ذَلِك من أَنه يعرض فِي الْجِسْم مِنْهَا فِي الْقلب والحرارة فَوق الْمِقْدَار لسَائِر الأورام وَيكون عظم النَّفس وَقلة الِاكْتِفَاء الْعَظِيم مِنْهُ أَيْضا على أَمر عَجِيب وَيصير النبض من التغيرعلى أَمر عَجِيب جدا فَإِذا (ألف ب) رَأَيْت هَذِه بِسُرْعَة وعجلة جدا فَأعْلم أَن الْعلَّة فِي الْقلب ويتمم ذَلِك الغشي المتدارك فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَإِنَّهُ قَاتل فَإِن تقدّمت إِلَى أوليائه وَآذَنُوا فِي علاجه فَكُن على حذر وأفصد الباسليق وَأوحى من هَذِه الانفعال فصد بعض الشرايين واسقه مَاء الثَّلج جرعة دَائِما وَأَجْلسهُ فِي هَوَاء شَدِيد الْبرد وخاصة إِن فصدت بعض الشريانات الَّذِي فِي اسفل الْجِسْم وضع على الصَّدْر دَائِما الثَّلج فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يتَخَلَّص بِهَذَا العلاج وَإِن حدثت هَذِه الْأَعْرَاض بعد ضَرْبَة أَو سقطة على الصَّدْر كَانَ الحكم أوثق وَبعد شرب كثير يحدث ذَلِك بَغْتَة.
سرابيون فِي الخفقان قَالَ: الخفقان يكون من امتلاء من الدَّم أَو رُطُوبَة تحتبس فِي غشاء الْقلب أَو ورم فَإِن كَانَ عَن ورم تبعه غشي متدارك وَمَوْت سريع وَإِن كَانَ من رُطُوبَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute