للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

بالقيء وَذَلِكَ أَن الاستفراغ بالقيء فِي الحميات خطر.

قَالَ: وَمَتى سقيت دواءاً مسهلاً فَلم يسهل وَلم يكن مِقْدَاره قَلِيلا فَاعْلَم أَن ذَلِك لثقل يَابِس فِي بعض الأمعاء فحرك الْبَطن قَلِيلا بالحقنة حَتَّى يخرج ذَلِك الثّقل الْيَابِس ثمَّ أسهله.

وَمِنْهَا: ليَكُون الاستفراغ فِي أول الْعلَّة من أبعد الْمَوَاضِع مِنْهَا وَفِي آخرهَا من أقرب الْمَوَاضِع. قَالَ: الْعِلَل الْعَظِيمَة لَا تجتري بالإسهال مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ لَكِن يحْتَاج أَن يستفرغ فِيهَا مرَارًا كَثِيرَة.

الثَّالِثَة: إِذا كَانَ المرار غَالِبا على الْجِسْم فتوق فصده كَمَا تتوفى ذَلِك فِي الزَّمن الشَّديد الْحَرَارَة وَينْتَفع من أَرَادَ شرب دَوَاء قوي مسهل أَو مقيء كالخربق وَنَحْوه بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَذَلِكَ أَنه يذيب الأخلاط ويرقها وَإِن كَانَ فِي الْبدن مَوضِع متمدد أرخاه وَلينه وَإِذا كَانَ كَذَلِك استفرغ الدَّوَاء الأخلاط بسهولة من غير أَذَى. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون الاستحمام قبل أَخذ الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يثبت الأخلاط على رقتها لَكِن ترجع إِلَى الجمود وَلَا بعد أَن يَأْخُذ الدَّوَاء يعْمل لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يمْنَع الاستفراغ لَكِن قبل أَن يَأْخُذ الدَّوَاء بهنيهة وَيَأْخُذهُ. لي وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم الْحمام والدلك بالدهن وَيشْرب مَا يفتح السدة وحسو الأمراق يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يستحم قبل أَن يَأْخُذ الدَّوَاء قَلِيلا ثمَّ يُؤْخَذ وَلَا يسرف فيكثر عمله لِأَن هَذَا الْفِعْل يعين الدَّوَاء على عمله فافعل ذَلِك أَكثر وابلغ مَتى أردْت بالإسهال قلع الأخلاط النِّيَّة خَاصَّة كَالَّتِي تكوتن فِي الظّهْر والورك ونواحيه فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون فِي هَذِه الْمَوَاضِع بل لَو قلت إِنَّه لَا ينْتَفع بالإسهال فِيهَا إِلَّا مَعَ هَذَا الْفِعْل. قَالَ: من كَانَ دَمه غليظاً فأبقراط يحمه بِمَاء حَار قبل أَن يفصد.

قَالَ: التهيئة للبدن الَّذِي تُرِيدُ استفراغه بدواء قوي يكون قبل ذَلِك بأيام بتلطيف الأخلاط الَّتِي فِيهِ وتفتيح مجاريه الَّتِي تنحدر إِلَى الْبَطن وترطب الْجِسْم وَذَلِكَ يكون بالأغذية المرطبة والراحة وَترك الْحَرَكَة والتعب والفكر وَاسْتِعْمَال الْحمام بِالْمَاءِ العذب السخن. قَالَ: إِنَّمَا عقر الْأَطِبَّاء أنف ذَلِك الْمَرِيض لِأَنَّهُ كَانَ يجد ثقلاً فِي رَأسه لِأَنَّهُ ينفع ثقل الرَّأْس فِي مرض حاد عقر الْأنف.)

بولس: اسْتِعْمَال الإسهال فِي الْأَبدَان الصَّحِيحَة وَفِي الْأَسْنَان النّصْف والشبل وَالَّذين لَيست معدهم ضَعِيفَة وَالَّذين لَيْسَ بهم امتلاء من دم كثير وَخير أوقاته لحفظ الصِّحَّة الرّبيع والخريف وَلَا تسهل الصَّفْرَاء فِي الشتَاء وأسهل هَذَا الْخَلْط للصفراويين وَالَّذين تفْسد أطعمتهم وبطونهم أبدا جافة وبولهم قَلِيل وَفِي أَصْحَاب اليرقان وَعلل الكبد وَذَات الْجنب والسرسام والخوانيق والصداع والرمد والحمرة والحمى وَالْغِب وَنَحْوهَا ألف ألف من الْعِلَل قَالَ: وأسهل السَّوْدَاء للَّذين تكْثر همومهم وأحزانهم ويفكرون دَائِما وَيُحِبُّونَ الِانْفِرَاد وتكثر بهم

<<  <  ج: ص:  >  >>